تحولات رمضان في إدلب.. بين غصة الفراق وحنين الذكريات

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

غصة الفراق والدموع الحزينة الممزوجة مع تناول وجبة الإفطار كل يوم في رمضان، هكذا يمر الشهر الفضيل على “أم أحمد” وزوجها، بعد أن ابتعد أفراد عائلتهم وتشتتوا داخل وخارج سوريا.

تغيرت الكثير من العادات والطقوس الرمضانية القديمة خلال سنوات الحرب الطويلة في سوريا، وأصبحت ذكرى تفتح جروح الشوق عند السوريين طيلة شهر رمضان.

“أم أحمد”، تبلغ من العمر 54 عاماً، وهي أم لسبعة أولاد، تسكن في جبل الزاوية جنوبي إدلب، خلال سنوات الحرب اضطر أولادها للابتعاد عنها، وظلت هي وزوجها متمسكين بأرضهم وبيتهم.

تحدثت “أم أحمد” عن آخر رمضان قضته مع عائلتها قائلة: “آخر إفطار جمعنا كان قبل 12 عاماً، حين كانت الحرب في بدايتها ولم تتشرد العائلة بعد”.

قديماً، وقبل الحرب في سوريا، كان لشهر رمضان بهجة خاصة وطقوس قديمة ترتبط فيها الكثير من العائلات السورية، لزيادة الألف والمحبة بين أفرادها.

تحكي “أم أحمد” عن تفاصيل لمة العائلة في الأيام القديمة قائلة: “كانت زوجات الأبناء تجتمع في مطبخ أهل زوجها قبل الإفطار بساعات، يعملن بكل حب ورغبة في إعداد الوجبة، وتجتمع أفراد العائلة على مائدة واحدة ترأسها الجدة والجد”.

لا تزال هذه العادة موجودة في بيوت السوريين، لكنها لا تخلو من غياب أحد أفرادها، “حسن”، البالغ من العمر 37 عاماً، هو أخ لأربعة شباب وخمس فتيات، سافر إلى ألمانيا قبل تسع سنوات، ويحن إلى طقوس عائلته في الشهر الفضيل، فيقوم كل رمضان بعزيمة يكلف بها إحدى إخوته، بعد أن يرسل له مبلغاً مادياً يغطي تكاليف تلك الوليمة.

تشمل تلك الوليمة عوائل إخوته وأخواته، بالإضافة إلى أخواله وخالاته وعماته وأعمامه، حيث يجتمع جميع هؤلاء الأشخاص على مائدة واحدة.

يحكي “حسن” عن مشاركته في تلك اللمة العائلية الرائعة، قائلاً: “أجريت مكالمة فيديو قبل أذان المغرب لأسلم عليهم واحداً تلو الآخر، وأبارك لهن بالشهر الفضيل، ثم أغلقت مكالمتي مع أذان المغرب لأترك لهم المجال في تناول وجبتهم”.

“لا أستطيع السيطرة على دموعي، فالبعد قاتل والشوق لهم لا يُطاق”، هذا ما أضافه “حسن”.

تستحوذ عودة هذه الطقوس على اهتمام الكثير من العوائل السورية، وذلك بسبب وفاة أحد أفرادها نتيجة الحرب القائمة في سوريا منذ أكثر من عشر سنوات.

مقالات ذات صلة