تشهد أسواق دمشق وريفها أسعار مرتفعة تجاوزت القدرة الشرائية لغالبية الأهالي بأضعاف قبيل عيد الفطر، وأصبحت آلية التخلي والاستغناء عن أصناف كثيرة كانت بالأمس القريب من الضروريات أمراً حتمياً، لاسيما للفقراء وأصحاب الدخل المحدود، في حين اقتصرت عائلات كثر على تخفيض كمية الشراء إلى أدنى مستوياتها بحيث لا يحرمون أسرهم وأطفالهم من فرحة التجهيز للعيد سواء من ناحية شراء الحلويات أو الملابس الجديدة.
السيدة “أم خالد” 45 عاماً، من سكان برزة بدمشق قالت في حديثها إلينا: إنها “لن تصنع حلويات العيد هذه المرة، فلا قدرة لها على دفع تكاليف صنعه والتي تأكل كل مدخولها الشهري من عملها في أحد المحلات بيع الألبسة بالمنطقة، والتي لا تتجاوز 500 ألف شهرياً أي ما يعادل ثمن كيلين من البقلاوة أو الحلويات المقطرة”.
عوائل كثيرة كحال السيدة “أم خالد” أحجمت عن فكرة شراء حلويات العيد ومنهم من قلل الكمية أو اختار أرخص الأصناف على حساب الجودة والطعم كي لا يحرم عائلته من فرحة العيد.
وفي ذات السياق صرح رئيس جمعية الحلويات “بسام القلعجي” في دمشق أن الأسعار ارتفعت بنسبة الضعف عما كانت عليه العام الماضي، مشيراً إلى أن كثيراً من السوريين امتنعوا عن شراء الحلويات أو صنعها في منازلهم إذ أن القدرة الشرائية لديهم لا تلائم الأسعار المرتفعة.
و أثّر انهيار قيمة الليرة السورية أمام سعر صرف الدولار على أسعار جميع السلع الأساسية والمواد الغذائية في الأسواق إذ وصلت قيمة الدولار الواحد إلى 14 ألف ليرة سورية وسط تدني مستوى الدخل لغالبية السكان.
بالعودة إلى الأسعار أكد “القلعجي” في حديثه لموقع محلي أن أسعار الحلويات في الأسواق مرتفعة حيث وصل سعر كيلو “البرازق” بين 50 _60 ألف ليرة، و بالسمن الحيواني بين 100 _125 ألف ليرة، في حين وصل سعر كيلو “البقلاوة” و”كول شكور” إلى 350 ألف ليرة، والحلويات “الإكسترا” إلى 600 ألف ليرة، أي ما تعادل ضعف راتب موظف حكومي.
يذكر أن أيام العيد هذا الموسم تأتي على الأهالي في سوريا وشريحة كبيرة منهم يفتقدون أدنى مقومات الحياة، و يكافحون طيلة اليوم لتأمين لقمة العيش، بعيداً عن إحياء طقوس الأعياد وحسب تقرير للأمم المتحدة فإن نسبة السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر وصل لأكثر من 90 بالمئة من إجمالي عدد سكان البلاد.
