تفيد الأنباء الواردة من مناطق البادية السورية، أن تنظيم داعش يعيد ترتيب صفوفه في المنطقة وخاصة في بوادي الرقة ودير الزور شرقي سوريا.
وأعرب عدد من أبناء المنطقة الشرقية عن قلقهم من عودة تنظيم داعش للنشاط في البادية السورية، لافتين إلى التنامي الملحوظ في عدد عناصر التنظيم وإمكانياته اللوجستية والقتالية من خلال شن الهجمات التي تصاعدت وتيرتها منذ مطلع العام الجاري 2024.
ونبّه أبناء المنطقة إلى أن عناصر داعش يتحركون بأريحية في المنطقة، ولديهم مقرات عسكرية وأمنية ومسـتودعات تحتوي أسلحة وذخائر، مشيرين إلى أن بعض العناصر يتخفون تحت مهنة رعي الأغنام ويكونون عادة برفقة عائلاتهم.
وذكروا أن تنظيم داعش يتواجد بكثافة في البادية السورية في عمق يتجاوز مسافة الثلاثين كم جنوباً عن الطريق الدولي (الرقة – دير الزور).
وأنذروا من أن نشاط تنظيم داعش في البادية السورية يشكل تحدياً أمنياً كبيراً، خاصة مع تنامي قوته وعدد عناصره، مرجحين أن تُشكل هذه التحركات تهديدًا مباشرًا للسكان المدنيين في المنطقة وأن تُعيق جهود الاستقرار في المنطقة.
وفي هذا الصدد، قال الناشط المهتم بملف البادية السورية، محمود أبو يوسف لمنصة SY24، إن “ما يجري في منطقة البادية يؤكد أن التنظيم يحاول إعادة انتشاره من جديد، رغم حملات التمشيط البرية والجوية التي لم تقلل أو تحد من تحركات التنظيم ومحاولة إعادة الصفوف”.
ورأى أن التنظيم منذ مطلع العام الحالي لا يتحرك إلا وفق تكتيك معين سواء من خلال فتح جبهات متعددة في آن واحد، أو من خلال استغلال العواصف الغبارية والأجواء المناخية المتقلبة في صحراء البادية، أو غيرها من العوامل الأخرى.
وفي السياق، أبلغ تنظيم داعش أهالي بلدة “معدان عتيق” بريف ديرالزور الغربي بأن البادية منطقة عسكرية له، يمنع الرعاة وجامعي الكمأة الاقتراب منها، وأن كل يدخلها يعتبر عميل لقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية، حسب سكان المنطقة.
وأمس الأربعاء، نفذ سلاح الجو الروسي غارات جوية على تحركات ومواقع ينشط بها عناصر تنظيم داعش على أكثر من محور في البادية السورية.
ووسط كل ذلك، ما تزال الهجمات التي يشنها تنظيم داعش ضد قوات النظام وميليشياته هي العنوان الأبرز لما يجري في البادية السورية، بالتزامن مع الخسائر الكبيرة التي تتكبدها تلك القوات والتي وصلت إلى أكثر من 100 قتيل، وفق مصادر متطابقة.