معاناة متجددة يعيشها مئات الأشخاص يومياً أمام مراكز البريد التركية PTT في شمال حلب، لاستلام رواتبهم الشهرية أو سحب أموالهم من الحسابات البنكية الخاصة بهم وسط ازدحام خانق أمام المراكز المحدودة المتوزعة بعدة مناطق ولا تغطي الحاجة الفعلية للسكان في الشمال السوري.
ومع اقتراب حلول عيد الفطر تفاقمت الأزمة في جميع المراكز، إذ يتجمع يومياً مئات الأشخاص رجالاً ونساءً أمام مؤسسات البريد التركية (PTT)، لاستلام رواتبهم وسحب أموالهم ويقفون ساعات طويلة في عوامل الجو السيئة وفي أيام رمضان وسط غياب الحلول من قبل المعنيين لهذه المشكلة.
وأظهرت صوراً متداولة اصطفاف الناس أمام المراكز بشكل طوابير طويلة منذ أيام وذلك من أجل استلام رواتبهم، فضلاً عن تعرضهم لمعاملة سيئة من قبل الشرطة وموظفي المركز، إضافة إلى كثرة الأعطال المستمرة في الأجهزة والمعدات المستخدمة داخل المراكز، حيث يتّخذها الموظّفون ذريعة لزيادة إذلال المواطنين وتعطيل أعمالهم، بدلاً من الإسراع في إصلاحها أو استبدالها.
وتتوزع مراكز الـ PTT الموجودة في مدن ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي في 11 مدينة سورية هي: جرابلس، الباب، عفرين، أعزاز، الراعي، مارع، بزاعة، قباسين، جندريس، تل أبيض، رأس العين ولكنها لا تغطي الكثافة السكانية الكبيرة في المناطق مع عجز واضح من قبل المراكز في تحمّل الضغط.
حيث تقدم المراكز خدمات عدة أهمها تسليم رواتب الموظفين، من معلمين وشرطة وموظفي مجالس وأطباء وخطباء، عن طريق بطاقات مصرفية، إضافة إلى فتح حسابات شخصية بنكية، تمكن المواطن إيداع أمواله فيها إما بالليرة التركية أو الدولار .
وقبل فترة أطلق ناشطون في شمال غربي سوريا حملة إعلامية طالبوا بتحسين نظام الخدمة المالية والمصرفية تحت عنوان “بدها حل” لتسليط الضوء على المشكلة حيث عبر ناشطون عن غضبهم من سوء المعاملة مطالبين القائمين على المراكز من حفظ كرامة الناس وعدم الإساءة لهم، من خلال إيجاد آلية منظمة ومناسبة داخل مراكز الـ PTT مع التأكيد على معالجة الأخطاء وفق القانون.
متسائلين عن سبب قلة المراكز التي تخدم آلاف المواطنين في شمال حلب، وعدد كبير من الموظفين في محافظة إدلب، والتي تستوجب زيادة أعداد هذه المراكز وتوزيعها على كافة مناطق الشمال السوري لمنع الازدحام وتأخير مصالح الناس.