شهدت محافظة دير الزور شرقي سوريا خلال الأيام الماضية تحركات مكثفة للميليشيات الإيرانية، تمثلت بإخلاء مقراتها ومستودعات الأسلحة ونقلها إلى أماكن أخرى بين منازل المدنيين.
وقامت الميليشيات الإيرانية وعلى رأسها “الحرس الثوري” بإخلاء العديد من مقراتها في مدن البوكمال والميادين ومركز مدينة دير الزور، خشيةً من استهدافها في أي هجمات إسرائيلية جديدة.
كما تم نقل كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر من هذه المقرات إلى أماكن آمنة، يعتقد أنها خنادق وأنفاق في بادية الميادين.
ولوحظ استخدام الميليشيات الإيرانية لسيارات مدنية لنقل العناصر والأسلحة، في محاولة للتخفي وتجنب رصدها من قبل الطائرات الإسرائيلية.
وفرضت الميليشيات الإيرانية إجراءات أمنية مشددة على مقراتها المتبقية، وقامت بمصادرة الهواتف المحمولة من العناصر المحليين، كما نقلت قياديين من الصف الأول إلى أماكن مجهولة.
وأوعزت الميليشيات الإيرانية لعناصرها برفع أعلام النظام السوري خلال تحركاتهم، في محاولة لتضليل أي هجمات محتملة.
وحول ذلك، قال الناشط السياسي محمود أبو يوسف لمنصة SY24، إن “تحركات الميليشيات الإيرانية تندرج تحت إطار الحديث عن رد إسرائيلي على الرد الإيراني وتقدير إيران أن يكون الرد من خلال استهداف ميليشياتها في سورية بسبب امتلاك إسرائيل بنك أهداف دقيق للمواقع الإيرانية في سورية”.
وأضاف “كما أن التحركات الإيرانية تأتي كنوع من الحذر لما أعلنته الإدارة الامريكية بعد استهداف إسرائيل للسفارة الإيرانية في سورية وتحميل أمريكا مسؤولية الهجوم وغض النظر عن إسرائيل في عدوانها والرد الأمريكي على الاتهام الإيراني بان أمريكا لا علم لها باستهداف القنصلية الإيرانية وانها تراقب أي تحرك للميليشيات”.
وتابع أن “التحركات الإيرانية تأتي كنوع من الحذر من أي تطور ميداني تقوم به أمريكا من خلال قواعدها في المنطقة”.
ورأى أن إيران لا تأخذ مصالح المدنيين بعين الاعتبار ولا تمانع أن تستخدمهم وتعرضهم للخطر في ضوء تحقيق أهدافها العسكرية، حسب تعبيره.
وأجمع أبناء المنطقة الشرقية على أن هذه التحركات الإيرانية تشير إلى حالة من الخوف والريبة تسود أوساط الميليشيات الإيرانية في المنطقة، بعد تلقيها ضربات إسرائيلية قاسية.
كما تعكس هذه الخطوات أيضًا سعي الميليشيات الإيرانية للتخفي والتكيف مع الوضع الجديد، وتجنب استهدافها في أي هجمات مستقبلية.