مع شروق الشمس، يتوجه “أبو سمير” إلى حديقة منزله، بعد أن قام بتحويلها إلى مشتل صغير، يحتوي على الكثير من أنواع الورد وأشجار الزينة، ليكون مصدر رزقه يستطيع من خلال مردوده الاعتماد على نفسه في تأمين مصروف عائلته.
تعد مشاريع زراعة الورد إحدى المهن الرائجة في الشمال السوري، وذلك بسبب قلة فرص العمل، وحب الأهالي واهتمامهم بزراعة تلك النباتات الجميلة، فأصبحت مصدر رزقهم وراحتهم النفسية في ظل الأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها معظم سكان المنطقة.
“أبو سمير” 32 عاماً، أب لأربعة أولاد، يسكن في مدينة أريحا جنوبي إدلب، وصاحب مشتل ورد على الطريق الواصل بين مدينة إدلب وأريحا.
أتقن “أبو سمير” زراعة الورد منذ طفولته، و تعلم هذه المهنة من والده وورثها عنه.
في حديث خاص لمنصة Sy24، قال: ” كنت أساعد والدي في الزراعة والسقاية والبيع أيضاً، حتى أتقنت تلك المهنة بشكل جيد وأسست هذا المشروع بجهدي وخبرتي”.
لكل نوع من نباتات الزينة لها موعد محدد لزرعها ولها طرق مختلفة لزراعتها، كما أنها تحتاج لعناية خاصة كالأسمدة والمبيدات الحشرية.
يحدثنا “أبو سمير” عن فترة نشاط زراعة الورد فيقول: “في منتصف الشتاء نزرع أنواعاً مختلفة منها الورد الجوري والياسمين والقرنفل، ومع بداية فصل الصيف نزرع الحبق والريحان والمليسة وعطر الليل”.
ارتفعت أسعار نباتات الزينة بشكل كبير هذا العام، مقارنة مع الأعوام الماضية وذلك لأسباب عدة، يذكر لنا أبو سمير بعضها فيقول: ” قلة المياه وغلاء المحروقات والأسمدة والأدوية، أدت إلى ارتفاع أسعارها هذه العام”.
يزين معظم سكان الشمال السوري شرفات منازلهم وحدائق بيوتهم، بأنواع مختلفة من الأزهار والورود.
تقوم “هبة” بشراء أنواع عديدة من الورد المختلفة لتزين بها شرفة منزلها الواسعة ولتستمتع بصرها بجمالها، تقول: ” أنتظر الصيف بفارغ الصبر حتى استمتع بجلوسي جانب زهوري كل صباح”.
تفضل “هبة” الورد الجوري بمختلف ألوانه، ووردة الصالون التي تزين بها غرفة الضيوف، كما تزرع عطر الليل لتميز تلك النبتة برائحتها الفواحة.
لجأ الكثير من سكان الشمال السوري للعمل في مجال زراعة الورد وذلك بسبب لذة ومتعة العمل به واستمتاع النظر في جمالها إضافة إلى أنها مصدر دخل جيد يساعدهم في مصروف عائلتهم.