شهدت الأسواق المحلية انخفاضاً ملحوظاً في أسعار اللحوم البيضاء، لتعود إلى سعرها الطبيعي قبل شهر رمضان، بعد ارتفاع شهدت الأسابيع الماضية.
ارتفعت أسعار الفروج بشكل مفاجئ قبل شهر تقريباً، وذلك لعدة أسباب، يذكر لنا ” أبو أحمد” 42 عاماً، صاحب متجراً لبيع اللحوم البيضاء في مدينة أريحا، أحد أسباب ارتفاعها، فيقول: ” انتشار مرض الطاعون في معظم دواجن الشمال السوري، أجبر التجار على استيراد الفروج بأسعار مرتفعة وبالتالي تم ارتفاع سعره للمستهلك”.
انخفض سعر طن الفروج خلال الأيام الأخيرة الفائتة، ليكون الفرق بين سعره اليوم وقبل رمضان ما يقارب 400 دولار أمريكي، يحدثنا “أبو أحمد” عن فرق سعر الطن الفروج اليوم وفترة ارتفاعه، فيقول: ” كنا نستورد الطن الواحد 1900 دولار أمريكي، أما الآن فسعر الطن 1500 دولار”.
يرتبط بيع الفروج بفرق تصريف العملة التركية مقابل الدولار الأمريكي، حيث يستورد التجار اللحوم البيضاء بالعملة الأجنبية وبكميات كبيرة (جملة)، وتباع هذه الكميات وبالعملة التركية وتباع بالكيلو (المفرق)، لذلك يضطر التجار إلى رفع سعر اللحوم حسب تصرف العملة التركية.
يحدثنا “أبو عبدو” عن أسعار الفروج في مدينة أريحا، فيقول: ” سعر الفروج الحي 45 ليرة تركية، وكيلو الفخذ أو الجوانح 55 ليرة، وصدر الفروج 85 ليرة تركية”.
ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء في الشمال السوري، حرمت الكثير من الفقراء من تناولها، وذلك بسبب عدم قدرتهم على شرائها بتلك الأسعار الخيالية.
يقول “أبو وسيم” 37 عاماً، وأب لخمسة أولاد، نازح ومقيم في إحدى المخيمات العشوائية على الحدود السورية التركية، وهو عامل مياومة بشركة تجارية في مدينة سرمدا، “أجرتي 100 ليرة تركية، تكاد تكفي لشراء الخضار والخبز، هذا ما أجبرني على مقاطعة اللحوم بكافة أنواعها”.
عودة الأسعار إلى طبيعتها، أتاحت الفرصة أمام الكثير من العوائل الفقيرة في الشمال السوري لتناول اللحوم حتى ولو بكميات قليلة.
يقول: “أبو وسيم” أنه بعد انخفاض سعر الفروج أصبح بإمكانه شراء الفروج مرة في الأسبوع.
حال ” أبو وسيم” كحال الكثير من الأهالي المقيمين في الشمال السوري، يعيشون أوضاعاً اقتصادية سيئة وارتفاع مستمر في مختلف المواد الاستهلاكية، تجبرهم على تحديد وجبات اللحوم، التي باتت تعتبر من الرفاهيات لديهم، لا يمكنهم الحصول عليها إلا كل فترة طويلة وبكميات قليلة.