أصيب طفلين بجروح بليغة ناجمة عن انفجار جسم مجهول من مخلفات الحرب في قرية آفس شرقي محافظة إدلب يوم أمس الخميس، حيث باتت مخلفات الحرب آلة موت تحصد أرواح المدنيين في الشمال السوري بشكل دائم، حيث يعيش ملايين السكان في منطقة موبوءة بالألغام والذخائر غير المنفجرة نتيجة استمرار قصف النظام وروسيا عليهم منذ سنوات وإلى اليوم.
“سامي المحمد” منسق مراكز إزالة مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري يقول في حديثه إلينا إن “حوادث القتل تتكرر في الشمال السوري بسبب انفجار أجسام غريبة غير منفجرة من مخلفات الحرب بشكل دائم كونها تحت مرمى نيران النظام وروسيا”.
وأكد أن فرق إزالة مخلفات الحرب تواصل أعمالها في مسح الأراضي الزراعية وإزالة الذخائر غير المنفجرة مع اقتراب وقت زراعة المحاصيل الموسمية لحماية المزارعين، وتفادي إصابة الأطفال أثناء اللعب في الحقول.
وأشار إلى أنه مع قدوم فصل الربيع يقصد الكثير من الأهالي الحقول الزراعية بهدف الترويح عن أنفسهم، وسط انتشار مخلفات الحرب في الأراضي الزراعية ومحيط المدن والبلدات، وعليه تعمل الفرق بشكل مستمر على إتلاف عشرات مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة التي خلّفها قصف قوات النظام وروسيا على مدن وبلدات شمال غربي سوريا.
ومطلع شهر نيسان الجاري أصدر فريق الدفاع المدني السوري تقريراً بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بمخاطر الألغام والمواد المتفجرة والمساعدة في الأعمال المتعلقة بالألغام، أشار فيه إلى وجود أعداد كبيرة من الذخائر غير المنفجرة والألغام موجودة بين منازل المدنيين وفي الأراضي الزراعية وفي أماكن لعب الأطفال كنتيجة طبيعة لقصف ممنهج طوال السنوات الـ 13 الماضية، وستبقى قابلة للانفجار لسنوات أو حتى لعقود قادمة.
وكشف التقرير أن سوريا سجلت للعام الثالث على التوالي أكبر عدد من الضحايا الجدد للألغام المضادة للأفراد أو مخلفات الحرب القابلة للانفجار، حيث وثق التقرير 834 ضحية في عموم سوريا خلال العام 2022 والنصف الأول من العام 2023، ويعد التقرير بمثابة الأساس للعمل المنتظم للدول الـ 164 الموقعة على اتفاقية أوتاوا لحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد (APMBC) و اتفاقية الذخائر العنقودية (CCM).