تفيد الأنباء الواردة من المنطقة التي يقع فيها نهر الساجور (شرق حلب) أحد روافد نهر الفرات في شرق سوريا، بظاهرة مقلقة تمثلت في نفوق مئات الأسماك لأسباب مجهولة.
وأثارت هذه الظاهرة مخاوف كبيرة لدى السكان المحليين، خاصة مع انتشار أنباء عن تحذيرات من خطورة أكل هذه الأسماك.
وحسب أبناء المنطقة شرقي حلب، فإن أعداد الأسماك النافقة قد وصلت إلى أعداد كبيرة مع اختلاف أحجامها، لافتين إلى أن حالات النفوق حدثت على طول نهر الساجور مما يدل على انتشار المشكلة.
وحذّر أبناء المنطقة من خطورة أكل هذه الأسماك خوفًا من احتوائها على مواد سامة، إضافة إلى تحذير الصيادين من اصطياد الأسماك في هذه المنطقة وبيعها للمدنيين.
ورجّح البعض من أبناء المنطقة بأن سبب نفوق الأسماك هو مواد كيميائية سامة يتم إلقاؤها في النهر، في حين يعتقد آخرون أن الصعق الكهربائي قد يكون سببًا لنفوق الأسماك، خاصة مع انتشار استخدام هذه الطريقة غير القانونية في صيد الأسماك.
ولفت آخرون إلى أن مخلفات الحرب، مثل القذائف والألغام قد تكون قد تسربت إلى النهر، مما أدى إلى تسمم الأسماك ونفوقها.
وطالب السكان المحليون الجهات المختصة بإجراء تحقيق شامل لمعرفة أسباب نفوق الأسماك، إضافة إلى مطالبة الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث وحماية الثروة السمكية.
وفي الوقت ذاته، تعالت الأصوات للمطالبة بضرورة توعية الصيادين بمخاطر استخدام الصعق الكهربائي وغيره من الطرق غير القانونية لصيد الأسماك.
وأكد كثيرون أن مسألة نفوق أعداد كبيرة من الأسماك في نهر الساجور تعتبر قضية بيئية خطيرة تستدعي اهتمامًا عاجلاً من قبل السلطات المعنية، التي يجب عليها اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة الأسماك وصحة الإنسان.
وقال عبد الناصر حوشان، حقوقي وأحد أبناء الشمال السوري لمنصة SY24، إن “الصعق الكهربائي أو الصيد الجائر يؤدي إلى نفوق كميات كبيرة وعلى الأغلب أن هذه الظاهرة بسبب تسرب مواد كيميائية إلى ماء النهر تتسبب بنقص الأوكسجين في الماء مما يؤدي إلى اختناق السمك”.
وتابع “رصدنا في الأعوام الأخيرة نفس الظاهرة في نهر العاصي في منطقة الغاب، ولدى البحث و التقصي تبين أن السبب هو أنه خلال تنظيف معمل سكر سلحب تسربت مواد التنظيف إلى مياه النهر مما أدى إلى نقص الأوكسجين في الماء واختناق كميات كبيرة من الأسماك، لذلك فإن حجم كميات الأسماك النافقة هو الذي يمكن أن يدل على السبب الحقيقي لنفوقها”.
ومؤخراً، أعرب سكان الرقة خصوصا والمنطقة الشرقية عموما، عن قلقهم البالغ من ظاهرة الصيد الجائر في نهر الفرات، حيث يهدد هذا النشاط غير المشروع بقاء الثروة السمكية في النهر، وفق تعبيرهم.
ويُعدّ الصيد بالكهرباء أو “الصعق الكهربائي” من أكثر الطرق ضررًا، حيث يُشكل خطرًا على حياة جميع الكائنات الحية في النهر.
يشار إلى أن الصعق بالكهرباء يؤدي إلى شلل السمكة وجلطات دموية وعقم في أجهزة التكاثر لديها، أما المتفجرات تفتت قلب السمكة وتؤدي لقتل أعداد هائلة من الأسماك، إضافة إلى أن الصيد الجائر هو صيد غير آمن أيضاً، فقد يؤدي الصيد بالصعق الكهربائي والمتفجرات إلى وفاة الصياد.