شهدت قرية الخمائل بريف الحسكة الجنوبي، مبادرة ثقافية وحضارية وتاريخية تمثلت في إقامة مهرجان لسباق الخيول العربية الأصيلة، بمشاركة واسعة من أبناء المنطقة ومربي الخيول من مختلف أنحاء المنطقة الشرقية.
وبجهود فردية ومبادرة مجتمعية من قبل عشائر عربية في الجزيرة السورية، أقيم مهرجان سباق الخيول العربية الأصيلة بمشاركة 150 جوادا وسط حضور شعبي واسع.
ويُعد المهرجان بمثابة احتفاء بالتراث العربي الأصيل، وتحديداً رياضة سباق الخيول التي تُعد من العادات والتقاليد العريقة في المنطقة.
واعتبر أبناء المنطقة أن المهرجان يساهم في تسليط الضوء على أهمية تربية الخيول العربية الأصيلة، ودورها في التاريخ والاقتصاد، لافتين إلى أن هذا الحدث يجمع أبناء المنطقة من مختلف العشائر والمكونات ممّا يُعزّز أواصر الوحدة والتلاحم.
وأكد القائمون على المهرجان أن هذه المبادرة الثقافية والتاريخية في المنطقة، تساهم في الحفاظ على التراث وتكاتف وتلاحم أبناء المنطقة من العشائر بكل مكوناتها، وفق تعبيرهم.
وأعرب أحد المشاركين في السباق عن فخره بالمشاركة في هذا الحدث، مُؤكدا أن الخيول العربية الأصيلة تعتبر رمزا للأصالة في المنطقة على وجه الخصوص، كما تعتبر من العادات والتقاليد العريقة التي ورثوها من أجدادهم وأنهم متمسكين بهذه الثقافة والتراث.
وذكر الناشط عبد المنعم المنبجاوي أحد أبناء المنطقة الشرقية لمنصة SY24، أن مهرجان سباق الخيول العربية الأصيلة في ريف الحسكة يعتبر نموذجاً رائعاً للمبادرات المجتمعية التي تُساهم في الحفاظ على التراث وتعزيز الهوية الثقافية، مشيراً إلى أن المهرجان يعتبر متنفساً ثقافياً وترفيهياً لأهالي المنطقة.
ولفت إلى أنه من المهم بين فترة وأخرى إحياء التراث الشعبي المتوارث بين أبناء المنطقة الشرقية، ومن تلك العادات سباق الخيول الأصيلة أو تربيتها ورعايتها والتباهي بها، بحسب رأيه.
الجدير ذكره أن ثقافة “الفروسية والخيول الأصيلة” تنتعش في الرقة بعد دحر داعش منها قبل سنوات، في حين تعتبر تربية الخيول العربية الأصيلة، تقليد تراثي تتوارثه عائلات عدة على مر العقود في مناطق شرقي سوريا.
يشار إلى أنه في العام 2012، كانت تحتوي مدينة الرقة وحدها على أكثر من 2000 رأس خيل أصيلة، لكن معظمها تعرض للسرقة والبيع خلال فترة حكم “داعش”، حتى وصل عددها إلى 170 رأس خيل عام 2019.