أعلنت الأمم المتحدة، في خطوة وُصفت بأنها “مفاجئة”، عن توقف الأعمال الإنسانية في محافظة دير الزور شرقي سوريا، حتى إشعار آخر.
ويأتي هذا القرار على خلفية تصاعد الأعمال العدائية في المنطقة، والتي تُعزى إلى حملة أمنية شنتها قوات النظام السوري وميليشياته في ريف دير الزور الشرقي طالت عدداً من المدنيين بعد استهداف دورية تابعة لتلك القوات من قبل مجهولين.
وأوضح مُنسق الأمم المتحدة لشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى، في بيان، أن المنظمة تلقت تقارير تفيد بتصاعد الأعمال العدائية على الضفة الشرقية لنهر الفرات منذ الأسبوع الماضي، مما أدى إلى تقييد حركة موظفي الأمم المتحدة وشركائها في العمل الإنساني وتعريض حياتهم للخطر.
وإلى جانب الحملة الأمنية على الجانب الشرقي من النهر، تم الإبلاغ أيضاً عن إطلاق نار طائش وأعمال قنص باتجاه الجانب الغربي، ونتيجة لهذه الاعتداءات، وقعت أضرار مادية في ممتلكات وأصول الأمم المتحدة في دير الزور.
ووصف المسؤول الأممي هذه الهجمات بأنها الأولى من نوعها التي يتم فيها استهداف مواقع الأمم المتحدة من قبل القناصة في دير الزور.
وحذّر من أنها تزيد من تعقيد الوضع الإنساني المتردي أصلاً في البلاد، وتُعيق إيصال المساعدات الإغاثية للمدنيين المحتاجين.
وفي هذا الجانب، قالت الناشطة الإنسانية وفي مجال المناصرة مايا عصملي لمنصة SY24، إن “الفوضى الأمنية الحاصلة في مناطق سيطرة النظام شرق سوريا إلى جانب انتشار الميليشيات الإيرانية التي تتحكم بمفاصل الحياة هناك تفاقم من الأزمة الإنسانية خاصة مع اقتراب فصل الصيف”، لافتة إلى أن مئات الآلاف من المدنيين يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
وأضافت أن النظام ومجموعاته الأمنية وميليشياته لا يهمهم الوضع الإنساني المتردي للسكان ولا يأبهون بوصول المساعدات الإغاثية من عدمه، بل إنهم في كثير من الأوقات يسرقون تلك المساعدات، وبالتالي يقع اللوم على المجتمع الدولي والأمم المتحدة التي حوّلت المأساة السورية إلى مأساة إنسانية فقط وإلى مساعدات وسلال إغاثية، في تجاهل تام بأن الملف السوري بحاجة إلى حل سياسي ينتهي برحيل رأس النظام بشار الأسد وإنهاء تلك المأساة، وفق وجهة نظرها.
يُذكر أن معظم أهالي مدينة دير الزور، التي تخضع لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية والروسية الموالية له، يعيشون تحت خط الفقر ويحتاجون بشدة إلى المساعدات الغذائية التي تقدمها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في المدينة.
ويعتمد معظم أهالي مدينة ديرالزور على الحصص الغذائية والمعونات الشهرية التي تقدمها جمعية الهلال الأحمر التابعة لحكومة النظام، والتي تحصل على هذه الحصص من منظمة الأمم المتحدة وباقي المنظمات الإغاثية الدولية.
يشار إلى أنه في أيلول/سبتمبر 2023، استأنفت عدة منظمات تابعة للأمم المتحدة نشاطها في مدينة دير الزور بهدف تحسين الخدمات المقدمة للأهالي، وخاصة فيما يتعلق بإعادة تأهيل بعض المنازل والمحال التجارية التي تعود لعائلات غير قادرة على ترميمها.