ارتفعت أسعار لحوم الغنم في دمشق ارتفاعاً ملحوظاً تدرج خلال الشهر الماضي، وسط تراجع في الاستهلاك وصل إلى أكثر من نصف الكمية التي كان عليها في شهر رمضان، وذلك لتدني القدرة الشرائية لغالبية المواطنين وبالتالي انخفاض حجم الاستهلاك إلى حدوده الدنيا حسب ما كشف عنه رئيس جمعية اللحامين في دمشق لصحيفة الوطن التابعة للنظام السوري.
وأكد وفق ما تابعته منصة SY24، أن سعر كيلو لحم الغنم “هبرة” من دون دهن، وصل إلى 300 ألف ليرة سورية بزيادة الضعف تقريباً عما كان عليه قبل فترة، بينما وصل سعر كيلو لحم البقر والعجل إلى 200 ألف ليرة سورية، مشيراً إلى أن حتى هذه الأسعار غير مستقرة في السوق وقد تختلف من بائع إلى آخر بشكل يومي.
إذ أن الارتفاع المضاعف بأسعار اللحوم الحمراء جاء نتيجة طبيعية لسماح النظام بتصدير رؤوس الماشية للخارج بما فيها السعودية ودول الخليج مع اقتراب عيد الأضحى وزيادة الإقبال على شراء الأضاحي.
وقدر رئيس جمعية اللحامين نسبة ارتفاع أسعار كيلو اللحم الحي بين 10 و15 بالمئة خلال الفترة الحالية، أدت إلى رفع سعر كيلو اللحم في السوق، مع توقعات بارتفاعها أكثر خلال الأيام المقبلة مع اقتراب عيد الأضحى.
وكان لعدم رغبة المربين ببيع الأغنام في هذه الفترة أثراً كبيراً في رفع أسعارها، خاصة للأحجام قليلة الوزن إذ يتم العمل على تربيتها وإطعامها بغية زيادة وزنها وبالتالي رفع سعرها وتحقيق ربح جيد لهم في موسم العيد.
في ذات السياق تواصلت مراسلتنا مع أحد أبناء الغوطة الشرقية في ريف دمشق، “أبو سليم” الذي أكد أن الوضع المعيشي لغالبية السكان في مناطق النظام سيء للغاية، إذ يقننون كثيراً في شراء اللحوم واستبدالها بلحم الفروج أو مكعبات “الماجي” ومعزز النكهة رغم طعمها الرديء، إذ أن كيلو لحم الغنم يعادل اليوم راتب موظف حكومي طيلة الشهر!.
وأشار إلى أنه قد تمضي أشهر على عوائل كثيرة في المنطقة دون أن تدخل اللحوم بكافة أنواعها على أي صنف من طعامهم بل حتى أنها أصبحت حلم الفقراء وذوي الدخل المحدود في عدد من أحياء العاصمة دمشق.
من الجدير بالذكر أن مناطق سيطرة النظام تشهد ارتفاعاً هائلًا في الأسعار، على خلفية أزمات حادة تعيشها كافة المناطق، تكاد تكون الأسوأ على الإطلاق، والتي أدت إلى حالة شلل تام في كافة القطاعات.