يُعد مخيم الهول، الواقع في ريف الحسكة شمال شرق سوريا، من أكبر المخيمات التي تستضيف مئات العائلات الهاربة من ويلات الحرب في سوريا والعراق.
وتعتبر فئة النساء من الفئات التي تواجه تحديات صعبة جدًا داخل المخيم، على الرغم من كل المبادرات والجهود التي تبذلها منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية للتخفيف قدر الإمكان من هذه المعاناة.
ويمثل خروج أي امرأة من مخيم الهول بارقة أمل جديدة، فكل خروج من المخيم يمثل فرصة لبدء حياة جديدة بعيدًا عن المعاناة والألم وخاصةً لفئة النساء.
وفي هذا الصدد، قال مصدر خاص من أبناء المنطقة الشرقية لمنصة SY24، إن “فئة كبيرة من النساء ضمن مخيم الهول، أجبرتها حركة النزوح وفقدان المعيل على الإقامة في المخيم”.
وأضاف أنه عندما يُطلق على نساء الهول “العائدات إلى الحياة” فهو وصف حقيقي جدًا، خاصةً للنساء السوريات اللواتي خرجن من المخيم وعادن إلى حياتهن الطبيعية في قراهن وبلداتهن وبين أقاربهن.
ولفت مصدرنا إلى أنه أجرى سابقًا زيارة إلى مخيم الهول ورصد هناك كمية الخوف والكبت، ووصفها بأنها “رهيبة جدًا وغير طبيعية”، ولذا عندما تخرج المرأة من المخيم فإنها فعلاً تعود إلى الحياة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وفق تعبيره.
وأكد أن النساء اللواتي خرجن من الهول وخاصةً السوريات، كنَّ سعيدات جدًا بالخروج من مخيم الرعب والقتل حسب وصفهن.
وزاد قائلاً “روت الكثيرات منهن قصصاً مرعبة عن المخيم، في حين أن هناك روايات وقصص عاشتها النساء في المخيم ولم يتم الإفصاح عنها”.
وختم قائلاً “وسط كل ما ذكر فإن النساء يرغبن في العودة إلى الحياة الطبيعية بعيدًا عن العنف والتطرف وبحثًا عن حياة آمنة ومستقرة”.
وعلى الرغم من الظروف القاسية، تُظهر العديد من النساء في مخيم الهول عزيمةً قويةً على إعادة بناء حياتهن.
ومع كل امرأة تغادر المخيم تُشرق قصة نجاة جديدة، وتُصبح رمزًا للأمل في إمكانية التغلب على الصعاب والبدء من جديد.
يشار إلى أن النساء الخارجات من المخيم يواجهن رحلةً شاقةً للتأقلم مع الحياة الجديدة، حيث يفتقرن إلى المسكن والغذاء والرعاية الصحية، ويواجهن صعوبةً في الحصول على فرص العمل والتعليم.
ويقع على عاتق المجتمع والمنظمات مسؤولية احتضان هذه النساء ومساعدتهن على الاندماج، من خلال توفير الدعم النفسي والاجتماعي وتقديم فرص التعليم والتدريب المهني، إلى جانب المساهمة في إعادة تأهيل هذه النساء وتمكينهن من العيش بكرامة.
يذكر أنه في تشرين الأول/ أكتوبر 2020، قررت إدارة المخيم وبعد وساطة شيوخ ووجهاء العشائر، إخراج جميع النازحين السوريين الراغبين بمغادرة مخيم الهول وإعادتهم إلى مناطقهم.
يشار إلى أنه في مطلع العام الجاري 2024، افتتحت هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في مدينة الرقة، وبالتعاون مع برنامج الخدمات الأساسية USAID، مركز الرعاية الاجتماعية الذي يُعد الأول من نوعه شرق سوريا.
ويهدف المركز حسب مجلس الرقة المدني، إلى تقديم الدعم للعوائل العائدة من مخيم الهول، الذي يضم آلاف العائلات من مختلف الجنسيات، بما في ذلك السوريين والعراقيين والعرب والأجانب.