تحركات عسكرية مفاجئة لميليشيا “حزب الله” اللبناني شهدتها مناطق متفرقة من ريف دمشق خلال الأيام الماضية، جاءت عقب استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مقرًا قرب منطقة “السيدة زينب” جنوب دمشق.
وفي التفاصيل التي أكدها مراسلنا، قال: إن “التحركات شملت إخلاء عدة نقاط عسكرية للميليشيات قرب بلدتي نجها والعادلية بشكل كامل، حيث سُحبت الآليات والمعدات والعناصر من سبع نقاط ونقلت إلى عدة أماكن في ريف دمشق الغربي قرب منطقة بيت جن”.
وأكد المراسل أنه منذ أكثر من يومين تحديدًا صباح يوم الجمعة الماضي، بدأت تحركات الميليشيات ومازالت مستمرة حتى اللحظة، أسفرت عن تدعيم عدد من المقرات العسكرية التابعة لها بما فيها معسكرات مخصصة للتدريب تقع قرب بلدة “العادلية”.
وفضلاً عن ذلك، قلصّت الميليشيا اللبنانية عدد عناصرها وقادتها الميدانيين، واستبدلت العناصر الأجانب بقادة محليين ينحدرون من محافظات سورية مختلفة كانوا قد انضموا إلى صفوف الميليشيات خلال الفترة الماضية.
وأشار مراسلنا إلى أن التحركات جرت تحت إشراف القيادي العسكري المسؤول بميليشيا “حزب الله” بمنطقة نجها المدعو “أبو الحسنين” بأوامر مباشرة من القيادي في ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني المدعو “المتولي”، وهو المسؤول الأمني عن منطقة نجها وما حولها.
حيث تزامنت هذه التحركات في المناطق المذكورة بتسيير دوريات ليلية للميليشيات مع نشر حواجز “مؤقتة” وتشديد القبضة الأمنية لكن دون تسجيل أي حالة اعتقال حتى اللحظة.
تأتي هذه التكتيكات العسكرية والتحركات نتيجة الخوف من تصعيد القصف الإسرائيلي على المقرات العسكرية التابعة للميليشيات الإيرانية واللبنانية في سوريا، عقب استهدافها بشكل مستمر وتكبد خسائر مادية وبشرية في صفوفهم. كما رصدت منصة SY24 تحركات مماثلة تقوم بها الميليشيات منذ عام تقريبًا، تتضمن نقل المقرات العسكرية ومستودعات الأسلحة والصواريخ إلى مناطق أخرى في خطوة لحماية ثكناتها وعناصرها وتعزيز وجودها في المنطقة وتوسيع نفوذها أكثر.
يذكر أن القصف الإسرائيلي ألحق خسائر فادحة بالميليشيات الإيرانية وجعلها تنقل مقراتها بشكل دائم تحسبًا لأي قصف مفاجئ، وعمدت إلى نزع كل مظاهر الأعلام والرايات الصفراء التي تدل على وجودها، واستبدلتها بأعلام النظام السوري في خطوة باتت مكشوفة وغير مجدية حسب معطيات الأحداث الأخيرة في المنطقة.