أثارت فواتير الحالات الإسعافية في بعض مستشفيات مدينة الرقة السورية سخط الأهالي، وذلك بسبب ارتفاع أسعارها بشكل كبير، مما يشكل عبئًا ماليًا كبيرًا على المرضى وذويهم.
وروى أحد أهالي المرضى قصة ابنه الذي تعرض لحادث أدى إلى إصابته بكسر في رجله، حيث تم نقله إلى مشفى الطب الحديث في الرقة.
وقال المصدر موضحا، إن “الطبيب طلب إجراء عملية جراحية للطفل، وقمنا بإجراء العملية. وعندما طلبنا الفاتورة للحساب، تم تحويلنا إلى الطابق الأول، حيث فوجئنا بمبلغ 100 دولار مكتوب على الاضبارة”.
وأضاف أنه “عندما حاولنا الاعتراض، تم تعديل المبلغ عدة مرات ليصل إلى 450 دولار، بينما لم تستغرق العملية سوى عشر دقائق، وقمنا بشراء كافة الأدوية المطلوبة بأنفسنا”.
وأثار هذا الأمر سخط الأهالي الذين عبروا عن استيائهم من هذه الممارسات، حيث قال أحدهم “احمد ربك لأنك لم تدفع 10 آلاف دولار بعد كل ما تعرضت له من مفاجآت”، وأضاف آخر “ربما الجماعة عليهم ديون مستحقة ويريدون إيفائها من وراء فاتورة هذا الطفل.. نسأل الله السلامة، ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء”.
واتهم بعض الأهالي المستشفيات بممارسة “تجارة بالبشر”، حيث قال أحدهم “لا يوجد طب في الرقة، الطبيب أصبح تاجر”، بينما اعتبر آخر أن هذا الأمر ناتج عن “قلة الرقابة والتفتيش”.
وأشار بعض الأهالي إلى أن أسعار مستشفى الطب الحديث “خيالية” مقارنة بباقي المستشفيات في المدينة، حيث قال أحدهم “بالأساس أسعار مستشفى طب الحديث خيالية مقارنة باقي المشافي، لذا اسأل مجرب ولا تسال حكيم”.
وطالب الأهالي الجهات المختصة بفتح تحقيق في هذه المسألة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضبط أسعار الخدمات الطبية في المستشفيات، ومنع استغلال حاجة المرضى وذويهم، وفق تعبيرهم.
ومطلع نيسان/أبريل الماضي، ناشد أهالي المرضى الجهات المختصة والمنظمات الطبية للتحرك وضبط أسعار العمليات والأدوية في المنطقة، لافتين إلى أن معاينة أغلب أطباء الاختصاص تبلغ 50 ألف ليرة سورية، بينما تتراوح أجور العمليات بين 100 دولار و150 دولار دون احتساب قيمة الأدوية.
وعلى سبيل المثال، تبلغ تكلفة عملية الزائدة 100 دولاراً، بينما تصل تكلفة بعض العمليات الأخرى مثل المرارة إلى 150 دولار.
ويرى الأهالي أن هذه التكلفة مرتفعة للغاية، خاصةً في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أغلب سكان المدينة خاصةً الفقراء وأصحاب الدخل المحدود.
وبين فترة وأخرى، يعتبر بعض الأهالي أن السبب وراء المشاكل التي تواجه المرضى في بعض المستشفيات هو تسلط المحسوبيات والواسطات على عملها، فمن لديه واسطة يحصل على خدمات جيدة ومن ليس لديه واسطة يعاني ويشتكي من واقع الخدمات فيها، بحسب رأيهم.