اضطر الساعاتي “عبد الكريم” لإضافة تجارة جديدة مع تجارة الساعات، وذلك لقلة الطلب على شرائها أو صيانتها، بعد انتشار أجهزة الهواتف بين أيدي المواطنين في المنطقة.
تعد مهنة تجارة الساعات وصيانتها من المهن الراقية والقديمة التي كانت تؤمن حياة كريمة للعامل بها، أما الآن وبسبب انتشار التكنولوجيا، أصبحت تلك المهنة مهددة بالانقراض.
“عبد الكريم” رجل خمسيني، يقيم في مدينة أريحا، وصاحب محل لبيع الساعات بأنواعها المختلفة، حيث أتقن تلك المهنة على يد صديق والده الساعاتي عندما كان شاباً صغيراً.
يقول: “عملت صانعاً في محل لبيع الساعات وصيانتها، وأتقنت المهنة بشكل كامل عندما كان عمري 20 عاماً”.
بدأ “عبد الكريم” تجارته بفتح بسطة صغيرة وسط سوق مدينة أريحا، وبعد فترة ليست بطويلة فتح محلاً خاصاً ببيع الساعات.
يحدثنا عن حركة البيع في تلك الفترة، فيقول: “كانت الحركة أكثر من جيدة، وكانت الساعة مطلوبة للكبار والصغار”.
مع انتشار التكنولوجيا وزيادة عدد الهواتف المحمولة، قل الطلب على الساعات بشكل كبير، مما دفع “عبد الكريم” إلى إدخال تجارة أخرى إلى تجارته الأصيلة.
قام “عبد الكريم” بإضافة أنواع مختلفة من العطور النسائية والرجالية، بالإضافة إلى بعض المكياج والإكسسوارات.
تختلف أسعار الساعات حسب نوعها وماركتها، وتتفاوت أسعارها بين 2-10 دولار أمريكي، ويشير “عبد الكريم” إلى وجود ساعات تحمل ماركات عالمية غالية الثمن وهي نادرة جداً بسبب قلة الطلب عليها، حيث يصل سعر الواحدة منها إلى 150 دولاراً أمريكياً.
تقتصر شراء الساعات عادة على تقديمها كهدية في مناسبات الخطوبة أو في الأعياد.
“أم جمال”، 31 عاماً، تسكن في مدينة إدلب، تقول: بأن زوجها أهداها ساعة معدنية صفراء يوم خطوبتها، كما جرت العادة عند أغلب سكان إدلب.
احتفظت “أم جمال” بتلك الساعة في علبتها الخاصة، ووضعتها في زاوية درج بين جملة الإكسسوارات لديها، وتقول: “ألبسها في مناسبات الفرح كنوع من الإكسسوار المفضل لدي”.
حال “عبد الكريم” كحال جميع حرفيي تلك المهنة يقاومون اندثارها ويحاولون إحياء تلك المهنة التي اتقنوها بحب وشغف.