تدخل الطالبة “إسراء” قاعة امتحانها، وهي في حالة توتر عالية، تظهر أعراض التوتر على وجهها الشاحب وارتجاف يدها، تلك هي حالتها طيلة فترة الامتحان.
يعيش الطلاب حالة ضغوطات نفسية عالية، خلال العام الدراسي بشكل عام وتزداد تلك الضغوطات خلال فترة الامتحان، وغالباً ما يكون السبب هو الخوف من صعوبة الأسئلة أو ردة فعل أهلهم السلبية في حالة فشلهم.
“إسراء” 13 عاماً، تقيم في مدينة أريحا، طالبة في الصف السابع، تعيش حالة توتر كبيرة خلال الامتحان، وذلك بسبب ضغط أهلها الكبير الذي يزيد من خوفها على مستقبلها فيما بعد.
تكاد “إسراء” لا تنام الليل، التوتر من جهة والتحضير لامتحانها من جهة أخرى، تقول: “أتبع برنامجاً دراسياً قاسياً، الوقت المخصص للدراسة فيه يصل إلى 13ساعة يومياً”.
تنام “إسراء” في حوالي الساعة التاسعة مساءً، لتصحو بعد منتصف الليل في الساعة الثالثة، تثبت المعلومات التي درستها في ذهنها، وعند الساعة السابعة تتناول وجبة إفطارها وتذهب إلى مدرستها.
تقول: إن “الوقت يطول عندما أجلس على مقعدي أنتظر ورقة الأسئلة، أشعر بأنني لا أتذكر شيئاُ، تبدأ يداي بالرجفة وأشعر بمغص شديد في معدتي”.
يحتاج الطالب خلال فترة تقديمه الامتحان حالة هدوء تامة، لاستعادة المعلومات من الذاكرة وتدوينها على ورقة الإجابة، وهذا ما تفتقده أغلب القاعات الامتحان في مدارس الشمال السوري.
“ياسمين” 16 عاماً، تقيم في مدينة أريحا، وهي طالبة في الصف العاشر، تقول: “ما يزيد التوتر في قاعة الامتحان هو نسيان المعلومات رغم حفظها بشكل دقيق، وذلك بسبب تشويش المراقبين خلال أحاديثهم المتبادلة بينهم، وصوت رسائل هواتفهم في أغلب الأحيان”.
يعاني بعض الأطفال ضغوطات نفسية كبيرة سببها الرئيسي الأهل، “أحمد” 15 عاماً، طالب صف التاسع في مدرسة المتفوقين في مدينة إدلب، يقول: إن “طموح والدتي بأن أكون طبيباً، يزيد من حالة التوتر لدي عندما ينقص حل سؤال ما على ورقة الإجابة”.
يعيش “أحمد” حالة خوف دائمة من ردة فعل والدته في حال نقصان علاماته عن التامة، يقول: إن “رغبة والدتي بالطب أنستني بما أرغب أنا، فأنا أسعى لتحقيق ما ترغب فقط، خوفاً من خذلان رغبتها في المستقبل”.
ومطلع العام الجاري، أقدمت طالبة من مدينة تفتناز، على الانتحار بعد أن كتبت رسالة حب واعتذار لوالديها، وتوضح فيما بعد أن سبب انتحارها هو عم قدرتها على تلبية رغبة أهلها في حصولها على درجات عالية بعد نهاية امتحانها.