الغوطة.. المساعدات تذهب لأقارب المسؤولين بدلاً من المحتاجين!

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

مئات قضايا الفساد والسرقة تنتشر في مؤسسات النظام والجمعيات الخيرية والقطاعات الخدمية الحكومية في ظل غياب دور الرقابة الحقيقي من قبل الجهات المسؤولة عن ضبط الفساد ومحاسبة المعنيين، بسبب تسلط شخصيات متنفذة في المؤسسات وتورطها في قضايا سرقة وفساد متعددة.

منصة SY24 افتتحت ملف إحدى الجمعيات الخيرية في منطقة “الغوطة الشرقية” بريف دمشق، والتي تشهد حالات سرقة وفساد كبيرين وبشكل علني من قبل المسؤولين عنها والقائمين عليها، وسط غياب دور وزارة الشؤون الاجتماعية ومؤسسات النظام المختصة بمتابعة هذا الأمر وملاحقة رؤوس الفساد.

مراسلنا كشف من مصادر خاصة، أن جمعية “آفاق المستقبل” العاملة في بلدة “النشابية” بالغوطة الشرقية، المسؤولة عن تأمين كفالة الأيتام والأرامل داخل البلدة وما حولها، تقوم بسرقة المخصصات اللازمة لتوزيعها على المحتاجين من الأيتام والعوائل الفقيرة لصالح المتنفذين فيها.

هذه الحال المستمرة منذ فترة طويلة دفعت أهالي البلدة إلى التأكد من أن المسؤولين عن الجمعية يقومون بسرقة المخصصات وعدم تقديم المعونات للأيتام والأرامل المسجلين لديها، إضافة إلى قيامهم بتوزيع قسم كبير منها على أقاربهم، وبيع القسم الآخر لصالحهم الشخصي.

أكدت “أم ياسين”، وهي أرملة لديها ثلاثة أولاد تقطن في البلدة، لمراسلنا أنها لم تحصل على المساعدات منذ بداية شهر رمضان، أي منذ أكثر من شهرين وحتى اليوم، ولم تستلم أي سلة إغاثية أو غيرها من الجمعية رغم أن الأخيرة قامت بتوزيع السلل الإغاثية ووجبات الطعام على بعض الأشخاص، دون أن تحصل على حصتها مع أنها من الفئات الأكثر حاجة بالمنطقة ولديها اسم في الجمعية.

هذا ما دفع “أم ياسين” إلى مراجعة إدارة الجمعية والاستفسار عن سبب عدم استلامها أي مساعدة منذ فترة، لتفاجأ بأن المخصصات جاءت فقط للحالات الأشد فقراً وبكميات قليلة جداً حسب زعمهم، وهذا غير صحيح حسب ما أكدته السيدة.

بالبحث والسؤال توصلت “أم ياسين” إلى أن الجمعية قامت خلال الشهر الجاري بتسليم عدد من المساعدات والسلل الإغاثية إلى أشخاص غير مسجلين لديها في القوائم سواء من الفقراء أو الأرامل والمحتاجين، بل ذهبت إلى أشخاص ذات صلة وقرابة بالمسؤولين عن الجمعية.

ليس هذا فحسب، بل أكد مراسلنا حسب شكاوى من بعض السيدات والأرامل المسجلات لدى الجمعية والمستحقات للمساعدات الإنسانية، أنهن تعرضن للإهانة من قبل القائمين على الجمعية، خاصة اللواتي لم تتجاوز أعمارهن 25 عاماً، بحجة قدرتهن على العمل.

إحدى السيدات ذكرت أنه تم توجيه هذه العبارة بحرفيتها للنساء: “روحوا اشتغلوا أي شي أحسن ما تستنوا المعونة!”.

ومن الجدير ذكره أن معظم القطاعات الخدمية والجمعيات الخيرية والإنسانية تشهد حالة من الفساد والفوضى والسرقة بأساليب متعددة، في ظل انعدام وصول الخدمات العامة والمساعدات الإنسانية لمستحقيها، وسط تجاهل المعنيين بها واستغلال الوضع لتحقيق صفقات مشبوهة وجمع الأموال على حساب الفئات الأشد فقراً وحاجة.

مقالات ذات صلة