تعيش مدينة حمص الخاضعة لسيطرة النظام السوري وميليشياته حالة من الفوضى الأمنية، حيث تتصاعد عمليات سرقة السيارات وأسطوانات الغاز بشكل ملحوظ، مما أثار سخط الأهالي الذين عبروا عن استيائهم من هذا الوضع.
ففي ظل غياب سلطة حقيقية تفرض القانون وتُحاسب المُجرمين، تحوّلت شوارع حمص إلى غابة من “الوحوش” كما وصفها أحد السكان، يسرق بعضها بعضاً دون رادع أو خوف.
وتنوعت حوادث السرقة لتشمل مختلف المركبات، من سيارات ودراجات هوائية، في حين لم تسلم حتى أسطوانات الغاز من هذه الظاهرة، حيثُ سرقت جرتان من أحد المنازل إحداهما مليئة والأخرى فارغة، بحسب ما تحدث به عدد من سكان المدينة.
ويعبّر أهالي حمص عن سخطهم الشديد على هذا الوضع، مشيرين إلى أنهم باتوا يتضررون في عملهم ويُسرق كل ما يملكونه من قبل اللصوص وجماعات الجمارك.
واشتكى أحدهم من سرقة سيارته أثناء عمله، مستنكرًا هذا الفعل المشين، قائلاً “ما هذا الذي يحدث في حمص؟ أين الأمان؟ أين الأمن؟ يخرج الناس للعمل فيُضربون ويُسرقون، سواء من قبل اللصوص أو من قبل جباة الجمارك، لم يعد من الآمن العمل بمفردنا فكلنا معرضون للسرقة أو الضرب”.
وتابع الشاكي سرده مُعبّرًا عن سخطه على غلاء المعيشة ونقص الخدمات العامة وإهمال البلدية، وازدياد معدلات الجريمة، قائلاً “لا يُطاق العيش في حمص، فالأسعار مرتفعة بشكلٍ جنوني والخدمات العامة معدومة والبلدية لا تُقدم سوى الرتوش والمظاهر، بينما تكثر الجرائم واللصوص ويُصبح الناس فريسةً لبعضهم البعض”.
ويعود سبب تفاقم هذه الظواهر إلى غياب الأمن الحقيقي في المدينة، حيث تُهمل السلطات الأمنية واجبها في حماية المواطنين وممتلكاتهم، مما يُشجع اللصوص على التمادي في جرائمهم.
وإلى جانب ظاهرة السرقة، تزداد أعداد المتسولين بشكل ملحوظ في شوارع حمص، خاصة عند إشارات المرور والأسواق، ممّا يُضاعف من معاناة المواطنين ويُعمّق من حالة الفقر واليأس التي تُخيّم على المدينة.
وفي هذا الجانب، قال محمد الشيخ أحد المهجرين من مدينة حمص إلى الشمال السوري لمنصة SY24، إن “ما يجري من فوضى أمنية وفلتان أمني في مدينة حمص أو غيرها من المحافظات السورية أمر مثير للقلق. فالوضع الاقتصادي المتردي وغلاء المعيشة والأزمات تدفع بكثيرين لارتكاب جرائم السرقة، في حين يتجاهل النظام وأذرعه الأمنية هذه الظواهر المجتمعية السلبية وكأنه يعطيهم الضوء الأخضر لارتكابها”.
وتابع “أن كل من يتوجه لمخفر الشرطة لتقديم الشكوى فإنه يعرف مسبقا بأنه لا فائدة منها”.
وأضاف “للأسف بات الشغل الشاغل اليوم لسكان مدينة حمص أو غيرها من المدن الخاضعة لسيطرة النظام وميليشياته، هو السفر والهجرة خارج سوريا بحثاً عن حياة اقتصادية ومعيشية أفضل”، محذراً من تفاقم عمليات السرقة أو الجريمة بكافة أشكالها، وفق تعبيره.
وتعاني مدينة حمص وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري وميليشياته، من انتشار الجريمة بمختلف أنواعها إضافة إلى فوضى السلاح وعدم قدرة النظام على سحبه من شبيحته والتابعين لهم.