يبدو أن صناعة السينما ستضع في حساباتها مراعاة أمر إضافي لم يخطر على بال القائمين عليها، فبعد أن كانت أزماتها تنحصر بين الأموال والنصوص ومواقع التصوير ظهرت حركة “أنا أيضاً” أو “مي تو” التي تتصدى للتحرش في هوليوود.
وباتت مهرجانات السينما تخصص قسماً ضمن فعالياتها للتضامن مع من تعرضن للتحرش، وكانت “مي تو” نجمة افتتاح مهرجان كان السينمائي بلا منازع. بل إن منظمي المهرجان أعدوا خطاً هاتفياً ساخناً لضحايا التحرش.
وأعربت ممثلات عن رغبتهن فاتخاذ المهرجان منبراً للتحدث عن هذه القضية.
وقالت الممثلة الأمريكية “ميريل ستريب” التي كانت حاضرة “نحن نقف مع بعضنا البعض وسنرسم خطاً أسوداً سميكاً بين الأمس والغد والطريقة التي كان من المفترض أن تتم بها الأمور، ولن تكون بهذه الطريقة بعد الآن”.
وهذا واقع يؤكد أن أعرق المهرجانات السينمائية يواجه حقبة جديدة من التحولات، أو بالأحرى، عاصفة من التغيير انطلقت بعد أن كشف تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن اتهام 13 امرأة للمنتج السينمائي الشهير “هارفي واينستين” بالتحرش بهن جنسياً، وتعرض ثلاثة منهن للاغتصاب.
وقالت الممثلة الأمريكية “ميريل ستريب” التي كانت حاضرة “نحن نقف مع بعضنا البعض وسنرسم خطاً أسوداً سميكاً بين الأمس والغد والطريقة التي كان من المفترض أن تتم بها الأمور، ولن تكون بهذه الطريقة بعد الآن”.
وبعيداً عن تفاعل صناع السينما من مختلف دول العالم مع وسم “مي تو”، كانت المهرجانات والمحافل السينمائية أكثر تجاوباً مع الخط الهجومي للحركة، فأكاديمية السينما البريطانية “بافتا” فصلت واينستين من عضويتها وأعقبها قرار مماثل من أكاديمية الفنون والصور المتحركة في الولايات المتحدة.
ولاحقاً عوقب رئيس استديوهات أمازون “روي برايس” بالفصل، وذلك نتيجة تستره على جرائم واينستين.
وعلى غرار حملات هوليوود، انطلقت حركة مماثلة في فرنسا بعنوان “ناو وي آكت – Now we act” بقيادة الممثلة المخضرمة “كاترين دونوف” لجمع التبرعات ودعم المعنفات.
واتخذت حركة “مي تو” من المحافل السينمائية منبراً للتعريف بأهدافها، غير أن صناع السينما يتخوفون من مغبة اتهامات باطلة قد تغير مسار صناعة الأفلام العالمية في اتجاه لم يعتد عليه الجمهور ولا يتوقعه.