أنهت قوات النظام السوري وميليشياتها المساندة وبشكل مفاجئ، حملة تمشيط واسعة في البادية السورية ضد خلايا تنظيم داعش، دون تحقيق أي تقدم يذكر بعد أسبوع من انطلاقها.
وتشير المعلومات إلى أن الحملة طالت مساحات واسعة من البادية، لكنها لم تُسفر عن أي نتائج ملموسة على صعيد ملاحقة عناصر التنظيم أو القضاء على وجودهم.
وعلى الرغم من تعزيز الحملة بغطاء جوي من قبل الطيران الروسي، إلا أن قوات النظام وميليشياته تكبدت خلالها خسائر بشرية ومادية.
فقد قُتل عنصران وضابط وأصيب ثلاثة ضباط آخرين، في حادثتين منفصلتين بريف حمص الشرقي. كما عُثر على جثة ملازم مقتولاً بطلق ناري داخل منزله في مدينة دير الزور.
ويُعزى إيقاف الحملة إلى عدة عوامل، أبرزها الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها القوات المشاركة، وتعب العناصر وتهربهم من المواجهات مع مسلحي داعش خوفاً من الموت.
كما يُعتقد أيضاً أن عدم تحقيق أي تقدم في الحملة، بالإضافة إلى الظروف الجوية الصعبة التي تشهدها البادية السورية في الوقت الحالي، قد ساهمت في قرار إيقافها.
ويبقى مصير حملات مكافحة “داعش” في البادية السورية غامضاً، خاصةً في ظل استمرار نشاط التنظيم وشنّه هجمات على قوات النظام والميليشيات الموالية لها.
وقال رشيد الحوراني الباحث في مركز جسور للدراسات لمنصة SY24، إنه “من الممكن أن يقف وراء توقف حملة التمشيط بشكل مفاجئ هو أن قوات النظام والميليشيات الإيرانية ومن خلال عمليات الاستطلاع والمراقبة قدّرت تفوق داعش من ناحية القدرات والانتشار في أماكن مؤثرة عليها إلى درجة لا يمكن تحقيق نتائج ضد التنظيم، ففضلت استمرار المراقبة والمواجهة الجزئية إن حصل هجوم من التنظيم”.
وأضاف “أو قد يرتبط الأمر بما تمر به إيران بسبب مقتل رئيسها في حادثة الطيران وماتشهده من حراك سياسي داخلي، وكذلك ما يمر به النظام من محاولات إعادة تأهيله ولو عربيا، وقد يكون أيضا وراء ذلك، وهو ما ستكشفه القادمات من الأيام، أن النظام قد وجّه داعش باتجاه مناطق قسد لتنفيذ عمليات ضدها”.
وقبل أيام، شهدت البادية السورية استنفاراً واسعاً للميليشيات الموالية للنظام السوري، حيث قامت قوات النظام وميليشياته بإرسال تعزيزات عسكرية ضخمة باتجاه عدة محاور للبادية، والتي تركزت معظمها في محور بادية حمص والمناطق المحيطة بقاعدة التنف في باديتي تدمر والسخنة.
وتُشكل هجمات تنظيم “داعش” في البادية السورية تحدياً كبيراً للنظام السوري والميليشيات الموالية له وتُهدد سيطرتهم على المنطقة، خاصة مع تزايد نفوذ التنظيم وقدرته على شنّ هجمات مباغتة على قوات النظام وميليشياته.