تشهد الأسواق في “الغوطة الشرقية” بريف دمشق ركوداً غير مسبوق في حركة البيع والشراء، خصوصاً في محلات بيع الألبسة والحلويات، رغم اقتراب عيد الأضحى المبارك.
ويعزوا أصحاب المحلات هذا الركود إلى الغلاء وارتفاع الأسعار عموماً الذي دفع العديد من الأهالي إلى الاستغناء عن شراء الملابس الجديدة واستبدالها بالملابس المستعملة المعروفة بـ”البالة” لرخص أسعارها مقارنة بالألبسة الجديدة.
في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع أسعار الألبسة، يؤكد مراسلنا أن الخيار الأمثل للعديد من العائلات هو شراء الملابس المستعملة بأسعار أقل بكثير من الجديدة، مشيراً إلى أن هذا التوجه لم يكن متوقعاً في فترة تستعد فيها العائلات للاحتفال بالعيد، مما يعكس عمق الأزمة الاقتصادية التي تمر بها المنطقة.
وفي حديثه إلى عدد من أصحاب محلات بيع الألبسة في الغوطة الشرقية، أكدوا أن حركة البيع والشراء انخفضت بنسبة تتجاوز 70 بالمئة مقارنة بالسنوات الماضية، مرجعين السبب الرئيسي إلى ارتفاع الأسعار وجمود الأسواق، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة ونقص الأموال بين أيدي الناس.
بالوقت الذي ألقى كثير من أصحاب المحلات التجارية اللوم على استخبارات النظام، متهمين إياها بفرض إتاوات على شاحنات البضائع التي تدخل من العاصمة دمشق إلى مناطق الغوطة الشرقية، والتي أسهمت بشكل كبير في زيادة تكاليف البضائع ورفع أسعارها في الأسواق.
تكلفة باهظة تضاعف الأعباء على الأسر:
تجاوزت تكلفة شراء ملابس العيد لطفل واحد المليون و100 ألف ليرة سورية في الأسواق الشعبية، التي تعد أرخص بالمقارنة مع الأسواق الفاخرة حيث تتجاوز التكلفة مليون و900 ألف ليرة سورية.
هذه الأسعار رصدها مراسلنا خلال جولته في أحد الأسواق مشيراً إلى أن أسعار بنطلون الجينز للأطفال يتراوح بين 80 إلى 150 ألف ليرة سورية حسب النوع والمقاس، بينما بلغ سعر الكنزة بين 50 إلى 180 ألف ليرة سورية، أما الأحذية فأسعارها تتراوح بين 40 إلى 110 آلاف ليرة سورية، وقد يصل الحذاء الطبي إلى 180 ألف ليرة سورية.
ولا تختلف معاناة الرجال كثيراً إذ لم تكن الملابس الرجالية بمعزل عن الأسعار المرتفعة، حيث تتراوح أسعار الكنزة بين 100 إلى 300 ألف ليرة سورية والبنطلون بين 135 إلى 300 ألف ليرة سورية، أما القبعة الشمسية تراوحت أسعارها بين 20 إلى 70 ألف ليرة سورية، في حين يصل سعر الحذاء المصنوع من الجلد الطبيعي إلى 500 ألف ليرة سورية.
في ظل هذه الظروف، يقول من تحدثنا إليهم من الأهالي: أنه “لا أمل من تحسن الأوضاع الاقتصادية وخفض الأسعار كي تتمكن العائلات من تأمين احتياجاتها الأساسية والاحتفال بالأعياد السعيدة كباقي البلدان مع استمرار تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية وارتفاع الأسعار”.