تستند “راما” على عصا معدنية لتساعدها في التنقل بين منزلها وصالة الأفراح التي تعمل بها، حيث يبدأ عملها قبل الحفل بساعة تقريباً، فهي تتفقد أجهزة الصوت وتجهز الموسيقى لتلبية طلبات الحضور.
تشهد مدن الشمال السوري انتشاراً جيداً لصالات الأفراح بعد عقد من الحرب والدمار والموت، حيث عاد أهالي المنطقة إلى إحياء أفراحهم ضمن صالات خاصة بعد الهدوء النسبي الذي شهدته المنطقة.
“راما” شابة عشرينية مقيمة في مدينة إدلب بعد تهجيرها من محافظة حلب قبل سبع سنوات، تقول: “كنت وعائلتي نسكن في مساكن هنانو، الحي الذي شهد أقسى وأعنف الأسلحة في أبنيته وسكانه”.
أصيبت “راما” خلال قصف قوات النظام على الحي بعدة شظايا في قدمها اليمنى، مما أدى إلى تفتت العظم فيها، وخضعت بعد ذلك إلى فترة علاجية طويلة دامت أكثر من ثلاث سنوات.
تقول: “لم ينته الألم بعد هذه السنوات، وما زال موجوداً كما أرهقت قدمي بالمشي، وهذا ما دفعني لاستخدام العصا التي تساعدني في حركتي بشكل شبه دائم”.
حاولت “راما” أن تبحث عن فرصة عمل تناسب وضعها الصحي، وتستطيع من خلالها تأمين مصروفها الشخصي، تقول: “أحد أقربائي افتتح صالة أفراح في مدينة إدلب، وكنت أنا أول من توظف فيها مقابل أجور قليلة جداً”.
حال “راما” كحال جميع النساء العاملات في صالات الأفراح، سواء كانت موظفة في تشغيل الموسيقى أو بائعة في بوفيه الصالة، يعانين من أجور زهيدة جداً مقابل تعبهن لساعات طويلة.
لا يقبل بهذا العمل وهذه الأجور إلا النساء المضطرات للعمل، وذلك بسبب قلة فرص العمل وحاجتهن له، رغم أجوره البسيطة، تقول “لين” شابة عشرينية تسكن في مدينة أريحا وتعمل في تشغيل الموسيقى في صالة بالمدينة تعرف باسم “عروس الشمال” بأنها تقبض 50 ليرة تركية مقابل خمس ساعات عمل، إضافة إلى ترتيب الصالة وتنظيفها بعد مغادرة الحضور.
يتقاضى أصحاب الصالات أجورهم حسب عدد ساعات إيجارهم لها، وتختلف الأجور من صالة لأخرى حسب موقعها وتجهيز ديكورها، ويتراوح سعر إيجارها من 50 إلى 100 دولار خلال وقت وسطي مدته أربع ساعات.