عادت حملات التمشيط في البادية السورية إلى الواجهة من جديد بعد توقفها المفاجئ الأسبوع الماضي، وذلك بدعم روسي جوي.
وتشير المعلومات إلى أن العملية الجديدة، التي تشارك فيها الفرقة 25 “مهام خاصة” المدعومة من روسيا إلى جانب القوات الروسية وقوات النظام السوري، تهدف إلى منع تنظيم داعش من شن هجمات في المنطقة والقضاء على فلوله المتبقية.
وحسب الأخبار الواردة فإن قوات النظام السوري تعتزم شن عملية عسكرية واسعة من 8 محاور، تبدأ من ريف حمص الشرقي وصولاً إلى ريف الرقة.
وتأتي هذه العملية بعد ازدياد وتيرة هجمات التنظيم في الآونة الأخيرة، والتي خلفت قتلى ومصابين في صفوف المدنيين والعسكريين على حد سواء.
وسبق الإعلان عن حملة التمشيط في البادية السورية، مناورات وتدريبات عسكرية مشتركة بين القوات الروسية وقوات النظام السوري، حيث تدربت طواقم الطائرات على تنفيذ غارات جوية على أهداف محددة في المنطقة.
وبحسب مصادر متطابقة فإن هذه التدريبات تهدف إلى رفع كفاءة التنسيق بين القوات الروسية وقوات النظام السوري، وتحسين قدراتها على مكافحة داعش وخلاياه النائمة.
وعلى الرغم من الجهود المكثفة، إلا أن حملات مكافحة داعش في البادية السورية لا تخلو من الخسائر. ففي يوم أمس الجمعة، قُتل 3 عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني خلال حملة تمشيط جبال العمور في البادية السورية.
تجدر الإشارة إلى أن قوات النظام السوري وميليشياتها كانت قد أنهت قبل أيام حملة تمشيط واسعة في البادية السورية ضد خلايا تنظيم داعش، دون تحقيق أي تقدم يذكر بعد أسبوع من انطلاقها.
وطالت الحملة التي توقفت مؤخراً بشكل مفاجئ، مساحات واسعة من البادية، لكنها لم تُسفر عن أي نتائج ملموسة على صعيد ملاحقة عناصر التنظيم أو القضاء على وجودهم.
وحول ذلك تساءل الناشط المهتم بملف داعش والبادية محمود أبو يوسف في حديثه لمنصة SY24 “هل الحملة الجديدة ستتمكن من تحقيق أهدافها في القضاء على تنظيم داعش في البادية السورية؟ ففي ظل تضاريس المنطقة الصعبة وانتشار خلايا التنظيم بشكل واسع، تُصبح مهمة القضاء على التنظيم بشكل نهائي صعبة للغاية”.
وأعرب عن اعتقاده بفشل الحملة كما غيرها من الحملات التي سبقتها، وذلك نظراً للكثير من العوامل وأهمها استغلال داعش للفوضى الأمنية الحاصلة في البادية وحالة الخوف والإرباك بين صفوف قوات النظام وميليشياته، إضافة إلى فرار كثير من عناصر الميليشيات من جبهات القتال ضد داعش، ناهيك عن فقدان مجموعات تتبع لقوات النظام والميليشيات بظروف غامضة في منطقة البادية، وفق تعبيره.
والخميس، أفادت مصادر متطابقة بفقدان مجموعة من عناصر النظام السوري وميليشياته بظروف غامضة في بادية ريف حمص الشرقي، في حين رجحت المصادر استهدافهم بكمين لتنظيم داعش وخلاياه النائمة في المنطقة.
الجدير ذكره، أن الميليشيات تسعى إلى تعزيز تواجدها في البادية السورية ومنع تقدم تنظيم “داعش” والسيطرة على المزيد من المناطق، خاصة مع اقتراب فصل الصيف الذي يشهد عادةً ازديادًا في نشاط التنظيم.