تشهد محافظة السويداء جنوب سوريا ظاهرة مقلقة في الآونة الأخيرة، وهي إطلاق النار العشوائي من قبل بعض الأشخاص، مما أثار غضب واستياء الأهالي ودفعهم لتنظيم حملة مجتمعية هامة تحت شعار “أوقفوا إطلاق النار العشوائي”.
ولاقت هذه الحملة رواجاً كبيراً بين أبناء المحافظة، حيث عبّروا عن رفضهم القاطع لهذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد سلامتهم وأمنهم.
كما أعلنت العديد من الشبكات المحلية على مواقع التواصل الاجتماعي تضامنها مع الحملة، داعية إلى وقف هذه الظاهرة غير الأخلاقية وغير الحضارية.
وأكد العديد من المتضامنين مع الحملة على أن إطلاق النار العشوائي يُشكل ظاهرة خطيرة تُهدد سلامة المجتمع و تُعرّض حياة الناس للخطر، لافتين إلى أن كل رصاصة تخرج من البندقية هي رصاصة موجهة قد تُصيب بريئاً أو تُنهي حياة إنسان.
ويرى المشاركون في الحملة أن قمع هذه الظاهرة ومواجهتها مسؤولية المجتمع ككل، ويجب على الجميع التكاتف والتعاون من أجل القضاء عليها.
وأكدوا على أنه لا يجوز السكوت على هذه الظاهرة الخطيرة، بل يجب على الجميع العمل معاً من أجل مجتمع آمن وخالٍ من العنف.
وتُشدد الحملة على أهمية التوعية بمخاطر إطلاق النار العشوائي، خاصة بين الشباب، من خلال برامج توعية وتثقيف تهدف إلى نشر ثقافة السلام والاحترام للحياة.
وتُعدّ هذه الحملة نموذجاً يحتذى به لجهود المجتمع في مواجهة الظواهر السلبية وتعزيز الأمن والاستقرار.
وقالت الناشطة السياسية وابنة مدينة السويداء، راقية الشاعر لمنصة SY24، إن “هذه الحملة جاءت نتيجة تكرر حالات القتل العشوائي نتيجة الرصاص الطائش ونتيجة تفلت السلاح وانتشاره بين أيدي الناس بشكل عام”، لافتة إلى أن انتشار السلاح هو أحد الظواهر المجتمعية السلبية نتيجة غياب القانون.
وأضافت أن “السلاح أصبح منتشراً بين أيدي الأطفال، وبالتالي بات من الطبيعي جدا أن يكون هناك نتائج ومخاطر على هذا المجتمع، ومن هنا جاءت تلك الحملة بعد أن زاد الأمر عن حده، وخاصة بعد وفاة طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات نتيجة رصاصة طائشة قبل أيام”.
وبين فترة وأخرى، يحذّر كثيرون في السويداء خاصة وفي عموم مناطق سيطرة النظام السوري، من أن إطلاق الرصاص العشوائي وخاصة في المناسبات من أسوأ العادات للتعبير عن الفرح لما فيه من خطورة على أرواح الناس.