مع اقتراب موعد الامتحانات الجامعية في الشمال السوري، تدرس المعلمة “أسماء” عدة مقررات حددتها إدارة الجامعة للمعلمين القدامى الراغبين في تعديل شهادات معاهدهم المتوسطة إلى شهادات جامعية.
يقبل الكثير من المعلمين والمعلمات القدامى على إكمال تعليمهم وتعديل شهادات معاهدهم المتوسطة والحصول على شهادات جامعية، وذلك بسبب إتاحة فرص العمل بشكل أكبر لطلاب الجامعات.
“أسماء” سيدة خمسينية وأم لطفل واحد، تسكن في مدينة أريحا جنوبي إدلب، درست قبل ثلاثين عاماً في معهد “صف خاص”، وبعد تخرجها وحصولها على الشهادة تم تعيينها معلمة وكيلة في مدرسة ابتدائية.
تقول: “وقعت أول عقد عمل لي في عام 1987 ولا أزال أمارس مهنة التعليم منذ ذلك الوقت”.
أمضت “أسماء” فترة تعليم طويلة، درست خلالها في عشرات المدارس الحكومية، وعلّمت آلاف الطلاب، ثم تثبتت منذ خمس سنوات معلمة إدارية في مدرسة قرية بزابور جنوبي إدلب.
ضمن شروط حددتها وزارة التربية والتعليم التابعة لحكومة الإنقاذ في إدلب، تم توضيح أفضلية العمل لخريجي الجامعات، وبهذا تكون فرص العمل أقل لطلاب المعاهد المتوسطة.
هذا الأمر دفع الكثير من المعلمين القدامى لإكمال تعليمهم، وحصولهم على شهادات جامعية تتيح لهم فرص العمل أكثر.
أقبلت “أسماء” على التسجيل بجامعة إدلب قسم التربية “معلم صف” لإكمال تعليمها والحصول على شهادة جامعية، وذلك بعد دراسة عامين مقسمة إلى فصلين في العام، يحمل كل فصل سبع مواد تحددها إدارة الكلية.
بعد مضي الفصل الأول من السنة الأولى، تعاني “أسماء” من صعوبات كثيرة بعد انقطاع فترة طويلة عن الدراسة، تقول: “عندما كنت شابة، كانت الصفحة تستغرق ربع ساعة لحفظها بشكل جيد، أما الآن أحتاج لأكثر من ساعة للصفحة الواحدة، وأضطر إلى مراجعتها أكثر من خمس مرات، ورغم ذلك أنسى الكثير من المعلومات”.
شهدت الفترة الأخيرة مطالبات كثيرة تظاهر من أجلها الكثير من المعلمين، تمحورت تلك الطلبات حول تحسين رواتبهم الشهرية لتناسب المستوى المعيشي، والتأكيد على استمرارها خلال عطلة الصيف.