هزّ العثور على قنبلتين في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، مشاعر الأهالي وأثار حالة من القلق والخوف، ودفع بمطالبات بتشديد المراقبة على الساحة ومنع وقوع أي حوادث مشابهة في المستقبل.
تفاصيل الحادثة
ذكرت شبكة “الراصد” الإخبارية المحلية أن ناشطين وصلوا إلى ساحة الكرامة حوالي الساعة الثامنة صباحاً من يوم الجمعة، ليُفاجأ أحدهم بوجود قنبلة في مكان مكشوف على منصة الساحة. وبفحصه المكان، عثر على قنبلة أخرى.
لم يتردد الناشطون في إبلاغ أحد أعضاء الفصائل المحلية من أبناء المنطقة، الذي حضر بدوره إلى المكان، وباستخدام درع واقٍ قام بنقل القنبلتين خارج الساحة.
تساؤلات حول المصدر
أثار العثور على القنبلتين تساؤلات حول مصدرهما ومن يقف وراء وضعهما في ساحة الكرامة، وأشار أحد خبراء المتفجرات إلى أنّ صعوبة تصنيع مثل هذه القنبلات في السويداء، يرجّح وجود خبراء خارجيين قاموا بتصنيعها وزرعها في الساحة.
دعوات لتشديد المراقبة
دعت الحادثة إلى ضرورة تشديد المراقبة على ساحة الكرامة ومنع وقوع أي حوادث مشابهة في المستقبل، وشدّد ناشطون على أهمية اتخاذ الحيطة والحذر من قبل المدنيين عند التعامل مع مثل هذه المواقف، مشيرين إلى أن الحماسة والتصرف الفطري قد يشكلان خطراً على سلامتهم.
وأكد أحد الناشطين أن “لا أحد سيستفيد من الفوضى”، وأنّ رسالة التهديد التي تم إيصالها من خلال زرع القنبلتين “ليست ذات قيمة”.
ردود الفعل
في هذا الصدد، قالت الناشطة السياسية وابنة مدينة السويداء، راقية الشاعر لمنصة SY24، إن “الأمر غير مستغرب عن النظام الذي أكدنا مرارا وتكرارا أنه لا يفهم إلا بلغة الإرهاب وبلغة الدم، ففي بداية انطلاقة الانتفاضة في محافظة السويداء منتصف آب الماضي، عوّل النظام على عامل الوقت، إذ تجاهل في البداية الحراك الذي انتفض ضده نتيجة قرارات حكومية جائرة نتيجة ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وما تبعها من رفع لأسعار المواد الغذائية، وبعد ذلك لم يجد الأهالي أمامهم طريقا إلا الخروج للشوارع حتى تطالب بحقوقها وبتغيير السلطة الحاكمة التي استبدت بهذا البلد على مدار 60 عاماً”.
وأضافت أن “النظام تعامل مع هذه المطالب بداية بالتجاهل واللعب على عامل الوقت على أمل موتها بالتقادم، لكن النظام فشل، وبعدها بدأ باتباع أسلوب شق الصف وإثارة النعرات والفتن بين المحتجين لكنه فشل، وبعدها حاول جر الحراك إلى العسكرة ليكون مبررا له لقمع هذا الحراك وأيضا فشل في هذا الأسلوب، وبالتالي لم يتبق أمام النظام إلا اتباع أسلوب لغة الترهيب والعنف والدم”.
وأكدت أن “أصابع الاتهام في زرع القنبلتين بساحة الكرامة موجّهة للنظام الذي يهدف إلى تخويف المتظاهرين، لكن الرد كان باستمرارنا بهذا الحراك السلمي رغم ورقة العنف التي يلوح بها هذا النظام”.
وسط كل ذلك، يتواصل الحراك الشعبي الواسع في محافظة السويداء جنوبي سوريا المطالب بالتغيير السياسي وتحسين الظروف المعيشية ومحاربة الفساد.