لم تشفع الـ 95 عاماً للرجل المسن “سيف الدين الخطيب” أو كما يدعوه رفاقه وذويه “أبو الطيب” بقضاء بقية حياته في منزل يسترجع فيه ذكرياته، بل وانتهى به الحال في خيمة صغيرة بعد أطول رحلة نضالية منذ أن وُلد في فلسطين مروراً إلى الأردن ولبنان وأخيراً في سوريا، شاهداً على كل الحروب.
يقول “أبو الطيب” في مطلع حديثه لـ SY24: “مررت على معظم حروب الدول العربية منذ عام 1936 وحتى عام 1975، أبرزها حرب 1948 وحرب 1967 بين العرب وإسرائيل، كما شهدت الحرب في الأردن، ناضلت لأجل الإنسان بغض النظر عن لونه أو عرقه أو دينه، وكنت مع الفلاحين ضد الإقطاع”.
أُبعد “أبو الطيب” من فلسطين بسبب ملفه النضالي، وبعد طرده من قبل سلطات الاحتلال، تنقل بين عدة دول عربية منها الأردن ولبنان وأخيراً سوريا، حيث استقر في بلدة “جلين” بريف درعا الغربي عام 1975، ولم يخرج منها إلا بعد سيطرة تنظيم داعش عليها في العام الفائت.
يقول عن داعش: “هؤلاء ليسوا مناضلين، ولسنا مثلهم، حتى أنهم يعتبروننا “كُفار”، وبسبب تصرفاتهم المتطرفة اضطررنا للخروج إلى منطقة المخيمات في مخيم “زيزون” بريف درعا”.
يُعرف “أبو الطيب” أنه مولعٌ بقراءة الكتب، وكانت تشغل معظم أوقاته إبان وجوده في بلدة “جلين” حيث بلغ عدد الكتب التي قرأها أكثر من 40 ألف كتاب، امتلك من خلالها ثقافة واسعة عن الإنسان والحياة والعلوم، لكن بسبب نزوحه هرباً من تنظيم داعش لم يتمكن من أخذ أيٍ منها معه في رحلة النزوح.