تشهد أسواق الأضاحي في إدلب شمال سوريا ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار مقارنة بالعام الماضي، ومع اقتراب عيد الأضحى، اقتصر الإقبال لشراء الأضاحي على عدد قليل من الأهالي وطلبات محدودة من منظمات المجتمع المدني.
وتراوحت أسعار كيلو لحم الغنم الحي في السوق بين 5 و6 دولارات، مما جعل سعر الأضحية يتراوح بين 250 و300 دولار، بزيادة ملحوظة عن العام الماضي، على الرغم من تأكيدات مربو المواشي توقف التصدير إلى الخارج واقتصار البيع على السوق المحلية، إلا أن الأسعار ارتفعت بشكل كبير.
أكد صاحب أحد محلات بيع اللحوم في مدينة سرمدا شمال إدلب، أن الطلب المتزايد خلال الشهر الماضي على شراء الأضاحي زاد من أسعارها، وأثر أيضاً على سعر لحم الخاروف (بدون عظم) الذي تراوح بين 400 و450 ليرة تركية في بعض المحلات.
يعزو عدد من مربي الماشية هذه الأسعار المرتفعة إلى ارتفاع التكاليف وأسعار الأعلاف وأجور النقل، فضلاً عن تراجع القوة الشرائية للأهالي بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، مما أسهم في رفع أسعار الأضاحي خلال هذه الفترة الموسمية التي يزداد فيها الطلب.
تقول “أم خالد”، سيدة خمسينية تقيم في منطقة عقربات شمال إدلب، إنها قللت من وزن الأضحية التي اشترتها أمس بسبب ارتفاع سعرها، لتناسب المبلغ الذي ادخرته لشراء الأضحية هذا العام. وأضافت أن سعر الأضحية وصل إلى 220 دولاراً بوزن 40 كيلوغرامًا.
في ظل هذه الظروف، يعجز كثير من الأهالي في المنطقة عن شراء الأضاحي هذا العام، رغم كونها شعيرة أساسية من شعائر عيد الأضحى التي ينتظرها الأهالي كل عام.
تلقي الأوضاع الاقتصادية الصعبة بظلالها على الأهالي إدلب، حيث يضطر الكثيرون إلى التنازل عن تقاليدهم وشعائرهم الدينية بسبب ارتفاع الأسعار،ومع حلول عيد الأضحى، تتجلى معاناة الأهالي في توفير الأساسيات لأسرهم، ما يضعف قدرتهم على الاحتفال بالشعائر الدينية.