منذ بدء حملات إزالة البسطات الشعبية من أرصفة وشوارع دمشق، باتت آلاف العائلات والأشخاص عاطلين عن العمل، مما أدى إلى أزمة اقتصادية كبيرة لأصحاب تلك البسطات. وتشهد العاصمة خلواً نسبياً من الباعة والبسطات، في حين تستمر حملات الإزالة حتى نهاية الشهر المقبل.
تأتي هذه الإجراءات الحكومية تحت مسمى “تجميل المدن وإعادة المظهر الحضاري”، حيث تعتبر السلطات أن البسطات تسبب ازدحامًا ومضايقات لحركة المشاة ومرور السيارات، بالإضافة إلى التشوه البصري والسمعي.
ورغم التبريرات الرسمية، قوبلت هذه القرارات بموجة غضب واسعة بين المواطنين الذين يرون فيها محاربة للقمة عيش البسطاء في ظل الظروف الاقتصادية السيئة وقلة فرص العمل، وأدى ذلك إلى زيادة معدلات الفقر والجوع، حيث خلفت آلاف الأشخاص عاجزين عن تأمين احتياجات أسرهم.
عبر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم من قرارات محافظة دمشق، واصفين التشوه الحقيقي بأنه الفقر والبطالة الناجمة عن القرار، وأكد البعض على ضرورة تأمين فرص عمل لأصحاب البسطات قبل التفكير في إزالتها، مشيرين إلى أن بقاء عدد كبير من الشبان بلا عمل هو مظهر غير حضاري، كما دعوا إلى إصلاح الطرقات وإغلاق حفر الصرف الصحي وترحيل القمامة وإنارة الشوارع ليلاً كخطوات حضارية أكثر أهمية.
تستمر محافظة دمشق في حملتها لإزالة البسطات المخالفة في الشوارع والأرصفة، كما أعلنت مؤخرًا لوسائل الإعلام المحلية، تشمل هذه الحملة مناطق عدة مثل البرامكة، كلية الحقوق، كراج السيدة زينب، وحديقة ابن عساكر، بهدف تقليل الازدحام المروري وتحسين مظهر المدينة، ومع ذلك يبقى التساؤل حول كيفية توازن الحكومة بين “تجميل” المدينة وتأمين سبل العيش لآلاف العائلات المتضررة.