تتباين الآراء وردود الفعل حول أهمية الحراك الشعبي ضد هيئة تحرير الشام وسقف المطالب الذي وصل إلى المطالبة بإسقاط زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني، متسائلين في ذات الوقت “هل يُبدل الحراك الشعبي حياة السوريين نحو العدالة والحرية والكرامة؟”.
ويشهد شمال غرب سوريا منذ عدة أشهر، احتجاجات شعبية واسعة ضد هيئة تحرير الشام، حيث يطالب المتظاهرون بتحسين أوضاعهم المعيشية وإطلاق سراح المعتقلين وإصلاحات سياسية وإنهاء سيطرة هيئة تحرير الشام على المنطقة، حسب مصادر محلية.
ويعاني سكان إدلب من ظروف معيشية صعبة، حيث تُفرض عليهم ضرائب باهظة وتُقيد حريتهم في التعبير والتجمع، إضافة إلى انتشار ظاهرة الاعتقالات التعسفية، ما دفع بالكثيرين إلى الخروج إلى الشوارع للمطالبة بالتغيير.
ووسط كل ذلك، يرى مراقبون أنه لا يزال من المبكر الجزم بقدرة الحراك الشعبي في إدلب على تحقيق أهدافه، مشيرين إلى أن مصير الحراك يعتمد على قدرته على الصمود في وجه قمع هيئة تحرير الشام.
وفي هذا الجانب، قال ناشط سياسي من أبناء الشمال السوري لمنصة SY24، إن “إدلب جزء بسيط من سوريا، والحراك فيها يشملها ولا يشمل كل سوريا وهو حالة عادية أن يتم تغيير الواقع ضمن المنطقة لا ضمن سوريا بأكملها”.
وأضاف “التغير في سوريا يتطلب جهوداً كبرى على مستوى المعارضة السورية وكذلك الحد الأدنى من الاهتمام الدولي بالموضوع السوري، لإعادة تحريك الملف والمفاوضات التي تمهد لحل سياسي شامل يحفظ للسوريين نضالهم من أجل الحرية والكرامة، وللأسف هذا غير موجود اليوم على الإطلاق ولا أحد يتحدث به”.
كما يرى مراقبون آخرون أن الحراك الشعبي في إدلب يمثل فرصةً للسوريين للتخلص من حكم هيئة تحرير الشام، وتحقيق حياة أفضل تتمتع بالعدالة والحرية والكرامة، وفق تعبيرهم.
وفي هذا الجانب، قال ناشط سياسي آخر من الشمال السوري لمنصة SY24، إنه “من خلال متابعتنا للأحداث نجد أن هناك تحول كبير في عقلية الإدارة في منطقة سيطرة حكومة الإنقاذ، مما يمكننا القول عنها إنها بدأت بإصلاحات تدريجية طالت اهم مرفقين هما الجهاز الأمني والقضاء ومجلس الشورى والإدارة المحلية، في حين تبقى قضية بعض المعتقلين عالقة لتداخل بعضها مع بعضها الآخر”.
من جهته، أحد الناشطين في المجال السياسي والإغاثي قال عن تطورات الحراك ضد الهيئة “هذا الحراك الموجه ضد الظلم والتسلط والذي يُطمح أن يبدل حياة السوريين في المحرر نحو عيش العدالة والحرية والكرامة، حالياً هو مثل شخص في ساحة النزال كثير ممن حوله وخاصة المثقفين ينتظرون انتصاره أو تصاعد قوته كي يؤيدوه أو ينتظروا القضاء عليه ليقولوا الحمد لله أننا لم نؤيده، وذلك بذرائع عديدة، والكثير منهم لهم مصالح يخشون أن يصيبها ضرر، والعديد منهم يتكلمون من منطلق خوفهم على البلد”.
ووسط كل ذلك، يواصل ما يسمى “الذباب الإلكتروني” التابع لهيئة تحرير الشام، التجييش والتحشيد للترويج لمتزعم الهيئة أبو محمد الجولاني، زاعمين أنه “صاحب أفضل مشروع ثوري”.