التوت الشامي.. فاكهة نادرة ترتفع أسعارها في إدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تقطف “أم ياسر” حبات التوت الشامي الأسود من شجرة كبيرة زرعت قبل أكثر من أربعين عاماً في حديقة منزلها، تعمل على بيع قسم منها، أما القسم الآخر فتقوم بعصره لتنتج منه عصير التوت الشامي المركز.

“التوت الشامي” يتبع جنس الفصيلة التوتية، تعود أصوله إلى منطقة الشرق الأوسط وعموم جنوب غرب آسيا، وزرع في إدلب منذ قرون طويلة، وتعد شجرة التوت من الأشجار المعمرة التي تعيش لمئات السنين.

“أم ياسر” سيدة ثلاثينية، وأم لخمسة أولاد، تسكن في قرية كفرحايا جنوبي إدلب، تقطف كل صباح حبات التوت السوداء من أغصان الشجرة، تضعها في وعاء كبير وترسلها مع زوجها لبيعها في سوق الهال بمدينة أريحا.

تتلون أيدي “أم ياسر” باللون الأحمر القريب من لون الدم حين تقوم بقطاف حبات التوت، وذلك بسبب كمية الماء الكبيرة في الثمرة التي تخرج منها عند لمس الحبة، تقول: “كل شيء يلمس التوت يتحول إلى اللون الأحمر، يداي، ملابسي، والوعاء الذي أضع فيه التوت”.

في الساعة السادسة صباحاً، يحمل “أبو ياسر” (45 عاماً) وعاء التوت إلى سوق المدينة ليضعه بالأمانة عند أحد أصحاب المحلات التجارية، يقول: “يباع التوت طازجاً كل يوم في يومه”.

يشهد التوت الشامي ارتفاعاً ملحوظاً في أسعاره مقارنة مع العام الماضي، وذلك بسبب زيادة الطلب عليه من قبل معامل البوظة والمربيات، يحدثنا “أبو ياسر” عن فرق أسعار التوت بين هذا العام والماضي، فيقول: “العام الماضي كان سعر الكيلو 25 ليرة تركية، أما الآن فقد وصل سعره إلى 60 ليرة تركية”.

تصنع “أم ياسر” كل عام ما يقارب 15 لتراً من عصير التوت الشامي المركز بطريقة سهلة وبمواد بسيطة، تحدثنا عن طريقة تحضير عصير التوت، فتقول: “أضع التوت داخل قماشة نظيفة وأعصره حتى تخرج جميع الماء الموجودة فيه، ثم أضيف إلى العصير السكر وأغليه على نار متوسطة قرابة النصف ساعة، وبعد ذلك أضعه تحت أشعة الشمس لمدة أسبوع تقريباً حتى يصبح متماسكاً كقطر المربى”.

تشير “أم ياسر” إلى أن كل لتر من عصير التوت يحتاج إلى كيلو سكر، كما أن عملية وضعه تحت أشعة الشمس ضرورية جداً لأنها تعطيه قواماً جيداً ولوناً أحمر رائعاً.

يعد عصير التوت الشامي من العصائر المنعشة خلال فصل الصيف، ويحتوي على الكثير من الفيتامينات والحديد التي تساعد على تنشيط الأوعية الدموية وتحافظ على صحة القلب والكبد.

مقالات ذات صلة