في صباح كل عيد، تغلي “أم منار” القهوة العربية الأصيلة، لتفوح رائحتها العطرة في أرجاء المنزل، حالها كحال الكثير من أهالي إدلب الذين يعدّون القهوة العربية من أساسيات ضيافة العيد.
تُقدّم القهوة العربية كنوع من أنواع الضيافة في العديد من المناسبات سواء فرحًا أو حزنًا، بالإضافة إلى إقبال الكثير من الناس على تقديمها كضيافة أساسية في عيدي الفطر والأضحى.
“أم منار”، سيدة أربعينية وأم لخمسة أولاد، تسكن في مدينة إدلب، اعتادت على تحضير القهوة العربية في كل مناسبة تمر بها عائلتها، وخاصةً في الأعياد حيث تقوم بإعدادها في صباح العيد الباكر لتفوح رائحتها المنعشة مع شروق الشمس ورفع صوت تكبيرات العيد في مآذن المساجد.
تقول: إنه “من أجمل الصباحات، صباح العيد الممزوج برائحة القهوة العربية وتكبيرات العيد”.
في غرفة ضيوفها، تضع “أم منار” دلة القهوة العربية المصنوعة من النحاس بجانبها فنجانين صغيرين مخصصين لتلك القهوة فقط، إضافة إلى ضيافة العيد التقليدية كالمعمول والبسكويت والبرازق وحبات الشوكولا والراحة.
تُقدّم القهوة العربية ساخنة كما جرت العادة عند العرب منذ عصور طويلة، لذلك تحرص “أم منار” على تقديم قهوتها ساخنة من خلال إعادة تسخينها، أو وضعها بعد غليانها في وعاء حافظ للحرارة.
هزّ فنجان القهوة دليل على اكتفاء الضيف بالقرب من القهوة، وهي طريقة قديمة لجأ إليها العرب الذين كانوا يعتمدون على توظيف القهوجي الأخرس والأطرش لكي لا يتجسس على أحاديثهم وينقل أسرارهم، لذلك اعتمدوا على حاسة الرؤية عند اكتفاء الضيف بشربها عبر عادة هزّ الفنجان.
تحتوي القهوة العربية على نسبة كبيرة من مادة الكافيين التي تعمل على تنشيط الجهاز العصبي وتساعد على مقاومة النعاس والحدّ من الشهية المفرطة، كما أن الكافيين يقلل من ألم العضلات أثناء ممارسة التمارين الرياضية لأنه يقوي من انقباضها ويحفز عملية توفير الطاقة لها.
لكن الإفراط في تناول القهوة بأكثر من ثلاثة أكواب في اليوم يؤدي إلى حدوث أضرار ومضاعفات على الصحة، مثل الأرق ليلاً، وزيادة أعراض القولون العصبي، وارتفاع ضغط الدم وازدياد ضربات القلب.
يفضل الكثير من محبي القهوة العربية إضافة بعض النكهات العطرية المميزة لها، ويعد الهيل الأخضر من أفضل النكهات المضافة إليها، ويتراوح سعر الكيلو الواحد منه نحو 17 دولاراً أمريكياً، فيما وصل سعر القهوة العربية هذا العام إلى 220 ليرة تركية.