يواصل النظام السوري ممارساته القمعية ضد المتظاهرين الرافضين لحكمه في مدينة السويداء جنوب سوريا، وذلك من خلال افتعال أحداث أمنية تهدف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.
ومن تلك الممارسات المستمرة، إقدام بعض الأشخاص على إلقاء قنابل بشكل متفرق باتجاه ساحة الكرامة دون تسجيل أي إصابات، في حين وجّه أبناء المدينة بأصابع الاتهام إلى النظام وأذرعه الأمنية بالوقوف وراء هذه الانتهاكات.
وأدان أهالي السويداء هذه الممارسات، واعتبروها محاولة واضحة لترهيبهم وإثنائهم عن المطالبة بحقوقهم.
وأكدوا أن هذه التصرفات لن تُثنيهم عن التمسك بمطالبهم، بل ستزيد من إصرارهم على النضال من أجل حياة كريمة، وفق تعبيرهم.
ووصف آخرون من سكان المدينة ما حدث بالعمل الإجرامي والترهيب، واتهموا النظام السوري وشبيحته بالوقوف وراء هذه الأعمال.
كما أشاروا في ذات الوقت إلى أن الحرائق التي اندلعت في المنطقة مؤخرًا هي من تدبير النظام أيضًا، بحسب تأكيدهم.
ولفت الأهالي إلى ضرورة حماية المتظاهرين من أي أذى، وطالبوا بتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. كما حذروا كذلك من وجود “مأجورين” قد يندسون بين المتظاهرين لزرع الفتنة والعنف.
وفي ظل هذه الأحداث، دعا الأهالي إلى إجراء تحقيقات دقيقة في جميع ما يجري في المنطقة، والتعامل بحزم مع أي محاولة لزعزعة الأمن أو التعدي على حقوق المواطنين.
وقالت الناشطة السياسية وابنة السويداء، راقية الشاعر لمنصة SY24، إن هذه الممارسات “هي رسالة من الرسائل التي دأب النظام وأجهزته الأمنية وكل من يتعامل معهم على إرسالها لبث الرعب في نفوس المتظاهرين ومنعهم من الوصول إلى ساحة الكرامة”.
ونوّهت إلى أن تصاعد وتيرة الأحداث الأمنية في السويداء جاء بعد تعيين المدعو “أكرم محمد” محافظاً لمحافظة السويداء، والجميع يعلم أن هذا الشخص هو رجل أمن ومخابرات بامتياز، وقد تم تعيينه لتأدية مهمة أمنية محورها إنهاء الحراك في السويداء، وفق تعبيرها.
وزادت بالقول “نتوقع من النظام أي محاولات لجر حراك السويداء نحو العسكرة حتى يكون لديه مبرر أمام الرأي العام لاستخدام لغة العنف والدم بهدف إنهاء الحراك الذي يقف عائقاً أمام عملية إعادة تعويم هذا النظام”.
وقبل أسبوعين، هزّ العثور على قنبلتين في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، مشاعر الأهالي وأثار حالة من القلق والخوف، ودفع بمطالبات بتشديد المراقبة على الساحة ومنع وقوع أي حوادث مشابهة في المستقبل.
وشدّد ناشطون على أهمية اتخاذ الحيطة والحذر من قبل المدنيين عند التعامل مع مثل هذه المواقف، مشيرين إلى أن الحماسة والتصرف الفطري قد يشكلان خطراً على سلامتهم.