يعاني قاطنو مخيم الهول الواقع في شمال شرق سوريا من موجة حر شديدة تجتاح المنطقة، مما يُفاقم من معاناتهم الإنسانية المتراكمة أصلاً.
وتُشير التقارير إلى أن درجات الحرارة في المخيم قد وصلت إلى 45 درجة مئوية، مع قلة توفر الموارد الأساسية مثل المياه والكهرباء، مما يُشكل خطراً حقيقياً على حياة السكان، خاصة الأطفال وكبار السن.
ويضم مخيم الهول أكثر من 50 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، حيث تفتقر الخيام التي يسكنونها إلى التهوية الكافية، ناهيك عن نقص المياه النظيفة والخدمات الطبية.
ومع ازدياد حدة موجة الحر، تُصبح ظروف الحياة في مخيم الهول أكثر قسوة، وسط المخاوف من تعرض الأطفال للإصابة بالجفاف أو ضربة شمس.
وفي السياق، تم تسجيل وفاة طفل عراقي الجنسية، السبت، إثر ضربة شمس في مخيم الهول. وتُعد هذه الحادثة مأساوية جديدة تُضاف إلى معاناة سكان المخيم، وتُسلط الضوء على المخاطر التي تُهدد حياتهم في ظل الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشونها، بحسب مهتمين بملف المخيم.
وتناشد العديد من المنظمات الإنسانية المجتمع الدولي والسلطات المحلية في شمال شرق سوريا إلى تقديم المساعدة العاجلة لسكان مخيم الهول، وذلك لتوفير احتياجاتهم الأساسية من ماء وغذاء ودواء، واتخاذ خطوات لضمان حمايتهم من موجة الحر.
وحول أوضاع القاطنين في المخيم خلال موجة الحر، قال مضر الأسعد المنسق العام لمجلس القبائل والعشائر السورية لمنصة SY24، إن “المخيم يعاني من عدم توفر المياه وخاصة المياه الباردة لعدم وجود البرادات والثلج، حيث يسبب انقطاع الكهرباء الدائم عن المخيم مشاكل كبيرة خاصة في فصل الصيف، إذ تصل درجة الحرارة تقريبا إلى نحو 55 درجة”.
وأضاف أن الأهالي في المخيم ومن خلال وجود المياه القليلة برش الماء على الخيام أو رش المياه على أقمشة لوضعها على مدخل المخيم لتأتي بالهواء البارد قدر الإمكان”.
يشار إلى أن المنظمات الإنسانية العاملة في المخيم تواجه تحديات جمة في تلبية احتياجات السكان، خاصة في ظل نقص التمويل والإمكانات.
الجدير ذكره، أن عمليات إخراج العوائل السورية من مخيم الهول وبكفالات عشائرية تجري على قدم وساق رغم بعض الإجراءات الأمنية التي تؤخر خروج دفعة جديدة منها، كما تتواصل عمليات إخراج العائلات العراقية من مخيم الهول إلى مخيم الجدعة العراقي بالتنسيق بين إدارة المخيم والحكومة العراقية.