تفيد الأخبار الآتية من البادية السورية بأن تنظيم داعش تمكن من الاستيلاء على شحنات أسلحة وذخائر ومواد لوجستية تابعة لقوات النظام السوري، وذلك بعد نصب كمين محكم لدورية عسكرية كانت ترافق الشحنات في البادية السورية شرقي مدينة حمص.
وفي تفاصيل العملية، نصب مسلحو تنظيم داعش كميناً محكماً لدورية تابعة للنظام وميليشياته كانت ترافق شاحنتين محملتين بالأسلحة والذخائر والمواد اللوجستية، وذلك بالقرب من مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي.
وأعقب الكمين اشتباكات عنيفة اندلعت بين عناصر داعش والدورية، ما أسفر عن فرار عناصر الدورية تاركين وراءهم الشاحنتين المحملتين بالمؤن.
وبعد فرار عناصر الدورية، قام مسلحو داعش بنقل الشاحنتين إلى عمق البادية السورية باستخدام آلياتهم الخاصة، مستغلين وعورة التضاريس في المنطقة لصالحهم.
وبحسب الأنباء الواردة، فإن الشاحنات والدورية كانت في طريقها من مقر الفرقة 26 للدفاع الجوي في مدينة تدمر، إلى مطار “التيفور” العسكري بريف تدمر.
في غضون ذلك، أفادت مصادر ميدانية متطابقة بأن اشتباكات عنيفة اندلعت لليوم الثاني على التوالي بين مجموعات تابعة للنظام السوري وتنظيم داعش في منطقة جبل العمور في البادية السورية.
وفي سياق متصل، أكد إعلام النظام السوري أن القوات الروسية ما زالت تسعى جاهدة لتحقيق أحد أهم أهدافها الرئيسية في الحملة العسكرية الروسية في البادية السورية، وهو تأمين باديتي السخنة وتدمر، بالإضافة إلى تأمين بادية الرصافة جنوب الرقة وبادية دير الزور الغربية.
وقال الناشط محمود أبو يوسف المهتم بملف البادية السورية لمنصة SY24، إن “تحركات التنظيم تدل على توجهه إلى الانتقام من النظام بسبب شنه حملة ضد تواجده في التنظيم، ويدل هذا الأسلوب على المعرفة والخبرة العالية التي باتت مجموعات التنظيم تمتلكها بما يتعلق بمعرفتها بجغرافية المنطقة وامتدادها بالبادية ومحاور تحرك خصومها (النظام) وقدرة التنظيم على التخفي والظهور فجأة لضرب أهداف خصومه. كما يدل على ذلك عدم جدوى طائرات الاستطلاع في رصده، وأخيرا يستفيد التنظيم من ضعف النظام أمنياً في تعقب حركاته ما يشجعه ويدفعه لتنفيذ العمليات ضده”.
وتأتي هذه التطورات الميدانية في ظلّ مخاوف متزايدة من عودة نشاط تنظيم داعش في البادية السورية، خاصةً مع ازدياد وتيرة الهجمات التي ينفذها التنظيم ضدّ قوات النظام والمليشيات الموالية لها.
وتُعد هذه الهجمات مؤشرات واضحة على قدرة داعش على إعادة تنظيم صفوفه واستغلال نقاط الضعف في انتشار قوات النظام ومجموعاته المساندة في المنطقة، حسب مراقبين.