في تطور مأساوي يعكس الأزمة الإنسانية المتفاقمة في سوريا، تم العثور على طفل حديث الولادة ملقى في شوارع مدينة الرقة شرق سوريا، وذلك للمرة الثانية خلال شهر واحد.
وتسلط هذه الحادثة الأخيرة الضوء على الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي تواجهها العائلات في المنطقة، وفق تعبير عدد من قاطنيها.
ووفقاً للمعلومات الواردة، تم العثور على الطفل حديث الولادة يوم أمس الجمعة على الطريق الواصل إلى مزرعة ميسلون، حيث تم تسليم الطفل إلى القوى الأمنية في المنطقة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايته ورعايته.
وتأتي هذه الحادثة بعد أسبوعين فقط من حادثة مماثلة، حيث عثر أهالي الرقة منتصف الشهر الجاري على طفل حديث الولادة آخر ملقى أمام مسجد النور في المدينة، وسط تساؤلات عدة حول الظروف الغامضة التي دفعت ذويه للتخلي عنه.
وأثارت هاتان الحادثتان موجة من السخط والرفض الواسع بين أهالي المنطقة، إذ عبّر العديد من السكان عن استيائهم وحزنهم العميق إزاء هذه الممارسات، معتبرين أنها تعكس تدهوراً خطيراً في النسيج الاجتماعي والقيم الأخلاقية للمجتمع.
وفي هذا الصدد قالت الناشطة الإنسانية وفي مجال المناصرة مايا عصملي لمنصة SY24، إن “هذه الحوادث المتكررة تكشف عن عمق الأزمة الإنسانية التي يعيشها الأهالي شرق سوريا، ومن المؤلم أن نرى أطفالاً أبرياء يتم التخلي عنهم بهذه الطريقة القاسية”.
ولفتت الانتباه إلى أن هذه الظاهرة قد تكون نتيجة لعدة عوامل، منها الفقر المدقع وعدم القدرة على تحمل نفقات تربية الأطفال، الضغوط النفسية والاجتماعية الناتجة عن سنوات الحرب والنزاع، غياب شبكات الدعم الاجتماعي والخدمات الصحية الكافية، تفكك الأسر وانهيار القيم الاجتماعية التقليدية، وفق وجهة نظرها.
ودعت الناشطة الإنسانية المنظمات حقوقية والمدنية إلى جانب السلطات المحلية، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذه الظاهرة، بما في ذلك تشديد الرقابة وتفعيل القوانين لحماية حقوق الأطفال، وإطلاق حملات توعية مجتمعية حول أهمية رعاية الأطفال وحمايتهم.
وحذّرت من أن التخلي عن الأطفال حديثي الولادة له تداعيات نفسية واجتماعية خطيرة، ليس فقط على الأطفال أنفسهم، بل على المجتمع ككل، مؤكدة أن استمرار هذه الظاهرة قد يؤدي إلى تفاقم المشاكل الاجتماعية في المستقبل، بحسب رأيها.
وفي نيسان/أبريل الماضي، أثار العثور على طفلة حديثة الولادة في شارع تل أبيض بمدينة الرقة غضب وسخط الأهالي، خاصة بعد أن شهدت المدينة انحسارًا في ظاهرة رمي الأطفال خلال الفترة الماضية.
وشهدت مدينة الرقة خلال العام الماضي 2023، عدداً من حالات العثور على أطفال حديثي الولادة تم رميهم في الشوارع، بحسب تقارير وأخباراً متفرقة نشرتها منصة SY24.
