تشهد مناطق ريف الحسكة في شمال شرق سوريا ازديادًا مقلقًا في حالات الإصابة بمرض اللشمانيا، المعروف أيضًا بـ “داء حبة حلب”.
وتشير الإحصائيات إلى تسجيل ما يقارب 1000 إصابة خلال شهر حزيران الحالي فقط، مما يثير قلق الأهالي والجهات الصحية على حدٍ سواء، حسب تقديرات سكان المنطقة.
وفي ظلّ تفاقم أزمة النظافة في المنطقة، تتجه الأنظار نحو تراكم القمامة ومياه الصرف الصحي كأحد العوامل الرئيسية المؤدية إلى انتشار هذا المرض.
وتعاني مناطق ريف الحسكة من نقص حاد في خدمات النظافة، حيث باتت سيارات البلدية تجمع القمامة مرتين فقط في الأسبوع، بينما كانت تمر على الحاويات بشكل يومي سابقًا، بحسب عدد من أبناء المنطقة.
ويعود هذا النقص إلى شحّ مادة المازوت وارتفاع تكاليف صيانة الآليات، مما أدى إلى تراكم القمامة في الشوارع والأحياء السكنية.
وتُعد “أنثى ذبابة الرمل” الناقل الرئيس لمرض اللشمانيا، وتتكاثر هذه الحشرة في البيئات المليئة بالقمامة والمستنقعات.
وبالتالي، فإن تراكم القمامة وتجمع مياه الصرف الصحي في بعض المناطق الريفية يوفران بيئة مثالية لانتشار هذه الحشرة، ما يؤدي إلى ازدياد حالات الإصابة بالمرض.
وعلى الرغم من التحديات، تُبذل جهود من الجهات المحلية والطبية لمكافحة مرض اللشمانيا في ريف الحسكة، من خلال تنظيم حملات توعية لتثقيف الأهالي حول طرق الوقاية من المرض، مثل تغطية الأجسام عند النوم واستخدام الناموسيات.
بدورها، تُقدم مراكز صحية متخصصة العلاج للمصابين بالمرض، والذي يشمل حقنًا وجرعات دوائية حسب نوع الإصابة، إضافة إلى تنفيذ حملات لمكافحة حشرة “أنثى ذبابة الرمل” من خلال رشّ المبيدات الحشرية في الأماكن الموبوءة.
ويُعد تعزيز خدمات النظافة عنصرًا أساسيًا في مكافحة مرض اللشمانيا، إضافة إلى مطالبة الأهالي للجهات الخدمية والصحية بزيادة عدد جولات سيارات النظافة لجمع القمامة بشكل منتظم.
وتؤكد الجهات الصحية على أهمية مشاركة المجتمع في جهود مكافحة المرض من خلال الحفاظ على النظافة الشخصية ونظافة البيئة المحيطة.
وأكد الناشط أبو عبد الله الحسكاوي، أحد أبناء المنطقة الشرقية لمنصة SY24، على أن تزايد حالات الإصابة بمرض اللشمانيا في ريف الحسكة يُلقي الضوء على الحاجة الماسة إلى تعزيز خدمات النظافة في المنطقة، وفق تعبيره.
وأضاف أن مكافحة هذا المرض تتطلب جهودًا مشتركة من قبل المنظمات الدولية والمجتمع المحلي، وذلك من خلال توعية الأهالي وتوفير العلاج للمصابين ومكافحة الحشرات الناقلة للمرض وتعزيز النظافة العامة، حسب قوله.
ولفت إلى أن المنطقة تشهد موجة حر شديد حيث تصل درجة الحرارة إلى أكثر من 45 درجة، بالتزامن مع انتشار الأمراض وأهمها التهاب الأمعاء والإصابة بضربة شمس وغيرها من الأمراض نتيجة عوامل عدة، ليأتي مرض اللشمانيا ويفاقم من معاناة السكان.
ولفت إلى أن المعاناة من مسألة تراكم القمامة وأزمات المياه والكهرباء لا تقتصر على ريف الحسكة، بل تمتد إلى المدن كذلك، ما يتطلب جهودا كبيرة لمعالجة هذه المشاكل التي تتسبب بانتشار الأمراض.
ومؤخراً، ارتفعت الأصوات من داخل عدد من أحياء مدينة الحسكة، محذرة من انتشار أمراض الجهاز التنفسي بسبب تراكم النفايات وغياب أي دور للجهات الخدمية عن معالجة هذه المشكلة، حسب الأهالي.
وشكا أهالي حي النشوة الغربية في الحسكة (شارع الماكف وشارع التقاطع الثاني)، من عدم وجود حاويات مخصصة للنفايات ما يسبب انتشاراً كبيراً لها.