تعرضت تربية الدواجن شرقي سوريا لضربة قاسية خلال الأيام الماضية، وذلك نتيجة موجة الحر الشديدة التي اجتاحت المنطقة، حيث أدت درجات الحرارة المرتفعة التي لامست 50 درجة مئوية إلى نفوق أعداد كبيرة من الدواجن، وتراجع كفاءة الإنتاج بشكل ملحوظ.
وأطلقت مديرية الثروة الحيوانية في الجزيرة تحذيرات من مخاطر انتشار الأمراض بين الدواجن في ظل موجة الحر، ووجهت تعليمات وإرشادات للمربين للحد من الخسائر.
وأكدت المديرية تلقي تقارير عن نفوق آلاف الطيور في حلب، داعيةً المربين إلى اتباع مجموعة من الإجراءات الوقائية.
ومن تلك الإجراءات تقليل عدد الدواجن في المزرعة خلال فصل الصيف وخفض عدد الدواجن من 50 إلى 30 في نفس المساحة، إضافة إلى نقل الدواجن من الأماكن المعرضة لأشعة الشمس المباشرة إلى أماكن أكثر ظلاً وتهوية.
ونصحت المديرية أصحاب المداجن باستخدام الماء الفاتر أو وضع قطع من الثلج في جردل أو برميل المياه خلال وقت الظهيرة، ثم ملء السقايات بهذا الماء، وإضافة فيتامين C أو الكترولايت البيطري (مضاد الإجهاد الحراري) إلى ماء الشرب كل صباح، أو استخدام موسع الشعب الهوائي أو عصير البرتقال.
كما نصحت بتعزيز صحة الدواجن من خلال استخدام الفيتامينات في ماء الشرب لتجنب ضعف والتهابات الأوتار، والتي قد تؤدي إلى الكساح والضعف العام، إضافة إلى عدم تمديد دورة التربية لأكثر من 35 يومًا، ودبح الأوزان العالية تدريجيًا بعد عمر 30 يومًا، لتقليل الكثافة وتحسين صحة الدواجن.
وأشارت المديرية إلى أن العديد من مربي الدواجن يرتكبون أخطاء شائعة خلال فصل الصيف، مثل عدم توفير التهوية الكافية والتي قد تؤدي ارتفاع حرارة المزرعة وتعرض الدواجن للإجهاد الحراري، إلى جانب إهمال النظافة ما يشكل بيئة مناسبة لانتشار الأمراض.
ورأى الناشط السياسي عبد المنعم االمنبجاوي أحد أبناء المنطقة الشرقية في حديثه لمنصة SY24، أن نفوق أعداد كبيرة من الدواجن في شرق سوريا نتيجة موجة الحر الشديدة، يُشكل خطرًا كبيرًا على الأمن الغذائي في المنطقة، وفق تعبيره.
وحذّر من أن نفوق الدواجن قد يؤدي إلى انخفاض كمية اللحوم والبيض المتاحة في السوق، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار ونقص المعروض، في حين يتكبد مربي الدواجن خسائر مالية كبيرة بسبب نفوق قطعانهم، مما قد يهدد استمرار أعمالهم ويؤدي إلى فقدان فرص العمل.
ونبّه إلى أن بعض الأمراض التي تنتشر بين الدواجن قد تُشكل خطراً على صحة الإنسان، خاصة في ظل نقص النظافة وانتشار الأمراض.
يذكر أن موجة الحر الحالية ليست العامل الوحيد الذي يهدد الثروة الحيوانية في المنطقة، حيث شهدت مزارع دواجن في ريف مدينة الطبقة نفوق 72 ألف دجاجة في حزيران/يونيو 2023 الماضي، وذلك بسبب انتشار مرض نيوكاسل (الطاعون).
وتؤكد هذه الحوادث على ضرورة اتباع ممارسات تربية سليمة وتطبيق إجراءات الوقاية من الأمراض وتعزيز التعاون بين مربي الدواجن والجهات المعنية، لضمان سلامة الثروة الحيوانية في المنطقة، حسب عدد من المهتمين بهذا الملف.