تشهد البادية السورية تصعيداً ملحوظاً في وتيرة الهجمات التي ينفذها تنظيم داعش ضد قوات النظام السوري، مما يُسفر عن خسائر كبيرة في الأرواح وتحديداً في صفوف الضباط، وذلك على الرغم من حملات التمشيط المكثفة التي تُنفذها تلك القوات في المنطقة.
وفي المستجدات، لقي 4 ضباط للنظام السوري في منطقة جب الجراح بريف حمص، خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك بعد هجمات نفذها تنظيم داعش.
كما لقي ضابط آخر مصرعه في منطقة معدان بريف الرقة، في هجوم مشابه، حسب الأخبار الآتية من البادية السورية.
وفي السياق، ذكرت مصادر مهتمة بملف البادية أن حصيلة قتلى قوات النظام السوري في البادية السورية خلال شهر حزيران فقط قد تجاوزت 50 قتيلاً، إضافة إلى أكثر من 40 جريحاً، بينهم العديد من الرتب العالية.
وفي ظل استمرار الهجمات وتزايد الخسائر، تشير مصادر محلية إلى توقع تحركات عسكرية جديدة لقوات النظام في المنطقة.
حيث رصدت المصادر خلال اليومين الماضيين، تحركات لرتل عسكري تابع للنظام السوري انسحب من محاور ريفي إدلب وحلب شمال غرب سوريا، تزامناً مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في أجواء المنطقة. وتُرجح المصادر أن يكون هذا الرتل متجهاً إلى البادية السورية للمشاركة في عمليات تمشيط جديدة ضد خلايا داعش.
ويُواجه النظام السوري تحديات كبيرة في مساعيه لمحاربة تنظيم داعش في البادية السورية، حيث تُظهر الهجمات المتكررة قدرة التنظيم على التكيف مع حملات التمشيط والضربات الجوية، واستغلال طبيعة المنطقة الصحراوية الشاسعة لشن هجمات مباغتة وإخفاء عناصره، وفق مراقبين.
وحول ذلك، قال محمود أبو يوسف الناشط المتابع لتطورات الأحداث في البادية لمنصة SY24: “إن داعش يحاول لفت الأنظار إليه من خلال الهجمات التي يشنها ويحاول إيصال الرسائل بعودة نشاطه من جديد، وهذا ما نلاحظه خلال توسيع نطاق تحركاته انطلاقاً من بادية ريف حمص الشرقي وصولا إلى بوادي الرقة ودير الزور والحسكة على سبيل المثال”.
وأضاف “لا ننسى أيضاً الأساليب التي يتبعها داعش وخلاياه ضد قوات النظام والميليشيات وحتى ضد قوات قسد، إضافة إلى استهداف صهاريج النفط وطرق الإمداد والدعم، وبالتالي كل ذلك يؤكد أن منطقة البادية مشتعلة ولن تهدأ أبداً وتنذر بالخطر في حال لم يكثف التحالف الدولي من حربه ضد التنظيم”، وفق وجهة نظره.
وقبل أيام، تم العثور على جثث لعناصر من ميليشيا “لواء القدس” المدعومة من روسيا والمساندة للنظام السوري، وذلك بعد أن فقد الاتصال بهم خلال حملة تمشيط في المنطقة.
وأفادت مصادر ميدانية متطابقة بأن دورية استطلاعية عثرت على 9 جثث لعناصر ميليشيا “لواء القدس” بالقرب من بادية تدمر، تم قتلهم بظروف غامضة.
ومؤخراً، تمكن تنظيم داعش من الاستيلاء على شحنات أسلحة وذخائر ومواد لوجستية تابعة لقوات النظام السوري، وذلك بعد نصب كمين محكم لدورية عسكرية كانت ترافق الشحنات في البادية السورية شرقي مدينة حمص.