تشهد محافظة السويداء جنوب سوريا منذ أسابيع أزمة مياه خانقة، دفعت بالمواطنين إلى تنظيم احتجاجات للمطالبة بحقهم في الحصول على مياه الشرب.
ومساء الثلاثاء، تجمع حشد من الأهالي في باحة مؤسسة المياه في مدينة السويداء، مرددين شعارات تطالب بتحسين واقع المياه وتوفيرها بشكل منتظم.
وقال أحد المحتجين لشبكة الراصد المحلية: “هذا الاحتجاج الليلي لن يكون الأخير، وهذا الوضع القائم لن يبقى للأبد”.
وتأتي هذه الاحتجاجات بعد تدهور أوضاع المياه بشكل كبير في مختلف أنحاء المحافظة، حيث يعاني الأهالي من انقطاع متكرر للخدمة ونقص حاد في كميات المياه التي تصل إلى المنازل.
وفي قرية سليم شمال مدينة السويداء، نظم الأهالي وقفة احتجاجية صباح اليوم الأربعاء، للتعبير عن استيائهم من انعدام خدمة ضخ المياه إلى المنازل بشكل كامل.
وأكد أحد المشاركين في الوقفة أن السكان باتوا يضطرون لشراء المياه من الصهاريج الخاصة بأسعار باهظة، مما يزيد من معاناتهم في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشونها.
ومع تفاقم أزمة المياه، تزداد التساؤلات حول دوافعها، خاصة مع تزامنها مع احتجاجات شعبية تشهدها المحافظة ضد النظام السوري.
ويتهم بعض الأهالي النظام بفرض عقوبات جماعية على المحافظة بهدف قمع الحراك الشعبي، بينما يرى آخرون أن الأزمة ناتجة عن سوء إدارة ونقص في الصيانة.
وطالب الأهالي في السويداء بحلول جذرية لأزمة المياه، تشمل إصلاح البنية التحتية وتحسين إدارة الموارد المائية ومحاسبة المسؤولين عن الأزمة.
كما رددوا شعارات تطالب بتغيير سياسي شامل في البلاد، وإنهاء سيطرة النظام السوري على مقدرات الشعب.
ويثير تزامن تفاقم أزمة المياه مع الاحتجاجات الشعبية في المحافظة، الشكوك حول إمكانية استخدام النظام السوري لهذه الأزمة كسلاح لضرب الحراك الشعبي؟.
وحول ذلك، قالت الناشطة السياسية وابنة السويداء، راقية الشاعر لمنصة SY24: “إن أزمة المياه ليست بجديدة، فمنذ 6 سنوات تعيش محافظة السويداء أزمة مياه رغم وجود أكثر من 35 بئر جوفي، وفي حال استثمار هذه الآبار بشكل صحيح فإنها قادرة على تغطية احتياجات المحافظة، لكن ما يجري هو عملية سرقة وفساد منظم وممنهج بحجة انقطاع التيار الكهربائي عن مصادر تغذية المضخات التي تضخ المياه من الآبار، ولكن كل ذلك هو حجج واهية لتكرار الأعطال وعقد صفقات وهمية ومتكررة بهدف الارتزاق والسلب والنهب وفساد الكادر الإداري في مؤسسة مياه السويداء بالتعاون مع بعض التجار ومع أجهزة أمن النظام”.
وأضافت “ولكن منذ شهرين تفاقمت أزمة المياه نتيجة الحراك الشعبي وانتفاض أهل السويداء على منظومة الحكم الفاسد، وبالتالي فإن أزمة المياه عبارة عن حلقة من حلقات الضغط على محافظة السويداء من قبل النظام السوري وأجهزته الأمنية إلى جانب أساليب متعددة هدفها إنهاء الحراك الشعبي والالتفاف عليه والضغط على الأهالي بكافة الوسائل”.
ووسط كل ذلك، يتواصل حراك السويداء الشعبي والمُطالب بإسقاط النظام السوري وأذرعه، ويستمر معه محاولات التشويش على هذا الحراك من أطراف تحاول دعم رأس النظام بشار الأسد سواء ماكيناته الإعلامية أو الأمنية والمجموعات التابعة لها.
ومؤخراً، حذّر ناشطون إضافة إلى شبكات محلية من أن هناك أطراف تسعى لنهب مؤسسات الدولة وإلصاق التهمة بالمتظاهرين، وذلك لتعطيل الحراك الشعبي وطابعه السلمي المطالب بالانتقال السياسي في البلاد.