دفع “أبو عمار” 25 ألف دولار العام الماضي، على أمل أن يحظى بحرية ابنه البكر، الذي تم اعتقاله قبل 11 عاماً على أحد الحواجز التابعة للنظام السوري في مدينة إدلب.
“أبو عمار” رجل سبعيني، أب لثمانية أولاد، يقطن في جبل الزاوية جنوبي إدلب، في عام 2013، اعتقل ابنه “عمار” على حاجز للنظام السوري، وانقطعت أخباره بشكل نهائي بعد طرد قوات النظام من مدينة إدلب وتحويله إلى سجون النظام في دمشق.
في حديث خاص مع منصة SY24، أكد “أبو عمار” أن “الإشاعات كثيرة، وليس هناك دليل واضح يثبت صحة كلام المستفسرين عن أخباره”.
على أمل العودة، أمضى أبو عمار وزوجته وعائلة المعتقل عشر سنوات يترقبون أخبار المعتقلين ويسألون بعض المساجين الذين أفرج عنهم ضمن تلك السنوات الطويلة.
وأضاف “مهما كان السجين المفرج عنه بعيداً عن منطقتنا، أذهب أنا وأم عمار نسأل إن كان قد رأى أو سمع باسمه خلال فترة اعتقاله”.
العام الماضي، تواصل شخص مجهول وباسم مستعار مع أبو عمار وأبلغه أنه خرج منذ أيام من معتقلات النظام، حاملاً سلاماً من ابنه “عمار” ويطلب منهم الإسراع في إنقاذه قبل تنفيذ حكم الإعدام فيه.
في البداية، لم يصدق أبو عمار ما زعم فيه ذلك الرجل، لكن بعد أن أثبت لي ذلك من خلال وصفه لابني وذكر أسماء أولاده ومواليده واسم أمه وأبيه، صدقت ما يقول.
عرض ذلك الشخص المجهول المساعدة في إنقاذ “عمار” من خلال توكيل الواسطة التي أخرجته لتساعدهم في إنقاذ “عمار”.
يرى “أبو عمار” بأن كلام ذلك الشخص كان مقنعاً بدلائل وإثباتات عبر أوراق حكومية مصدقة، لذا أقبل على دفع 25 ألف دولار بعد أن باع معظم الأراضي الزراعية التي يمتلكها، إضافة إلى استدانة قسم من المال.
بدأ ذلك “النصاب”، كما أطلق عليه أبو عمار، بالانسحاب بشكل تدريجي بعد حصوله على المبلغ، ليختفي بشكل كامل بعد أن أغلق هاتفه وانقطعت أخباره.
حال “أبو عمار” كحال عشرات أهالي المعتقلين الذين يتعرضون بين فترة وأخرى للحالة ذاتها من النصب والاحتيال للحصول على مبالغ مالية كبيرة.
يذكر أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان كانت قد أعلنت في تقرير سابق أن عدد المعتقلين في سجون النظام، بلغ أكثر من 220 ألف، بينهم تسعة آلاف طفل دون سن 18 عاماً، وحوالي 4 آلاف و500 سيدة.