منذ ثلاث سنوات، تخرجت “رشا” من معهد اللغة التركية بجامعة إدلب، ولم تحظَ منذ ذلك الوقت بوظيفة تطابق مجالها الذي التحقت به على أمل أن يكون لها من خلاله مستقبل جيد وفرص عمل واسعة.
يعاني خريجو اللغة التركية والفرنسية من قلة فرص العمل في مجال اختصاصهم، وذلك بسبب عدم دخول اللغة التركية في المناهج التدريسية، إضافة إلى إلغاء اللغة الفرنسية من المناهج التعليمية في المرحلة الأساسية والثانوية.
“رشا”، 24 عامًا، تقيم في مدينة أريحا، خريجة معهد اللغة التركية عام 2022، رغبت في تعلم اللغة التركية على أمل أن تحظى بمستقبل أفضل من باقي أفرع الجامعة.
تقول: إن “الشائعات عن دخول اللغة التركية في المناهج المدرسية، زادت من رغبتي في تعلم تلك اللغة، على أمل مستقبل أفضل”.
أقامت رئاسة جامعة إدلب حفلاً لتكريم الطلاب الخريجين من جميع كليات ومعاهد الجامعة، وكان من بين هؤلاء الطلبة “رشا”، حيث حصلت على المرتبة الثالثة على دفعتها بتقدير جيد جداً.
تصف لنا شعور فرحتها بالتخرج، فتقول: “شعور في غاية السعادة، تلك الفرحة انتظرتها أعواماً طويلة حتى وصلت إليها”.
تلاشت فرحة “رشا” وباقي زملائها مع خروجها من حفلة التكريم، لتصطدم بواقع مختلف تماماً عن أحلامها، حيث اضطرت للتدريس في مجال اللغة الإنجليزية ومادة الاجتماعيات كمعلمة وكيلة، بهدف تأمين مصروف لها.
تقول: “تعب عامين كاملين من الدراسة في مجال أحببته ورغبت في تعليمه، لم أنل منه سوى شهادة علقت على الجدران”.
تؤكد “رشا” بأنها تمضي العام الدراسي على أعصابها، في حال تم تعيين معلم مختص بالمجالات التي تدرسها سيتم سحبها من الوظيفة.
قلت نسبة الطلاب المسجلين في فرع اللغة الفرنسية بشكل كبير، ليصل إلى أقل من النصف خلال العامين الفائتين، تقول “جميلة”، 34 عامًا، خريجة كلية اللغة الفرنسية عام 2019، إنها علقت شهادتها على الجدران، وعادت إلى الصفر بعد أن التحقت بكلية معلم صف لتضمن مستقبلها، وتحظى بعمل جيد.
حال “جميلة” و”رشا” كحال عشرات خريجي اللغة الفرنسية والتركية الذين يسعون للحصول على فرص عمل أخرى بعيدة عن اختصاصاتهم، وتبقى شهاداتهم معلقة على الجدران.
تقتصر أفرع اللغات بشكل عام على التعليم في المعاهد الخاصة من خلال دورات محادثة للراغبين بالالتحاق بها، هذه الفرصة يمكن أن تحظى بإقبال جيد في المدن الكبرى فقط ضمن الشمال السوري.