تشهد مدينة جرمانا بريف دمشق لليوم الثاني على التوالي احتجاجات شعبية واسعة النطاق، وذلك بعد تدهور الخدمات الأساسية في المنطقة، حيث تجمع العشرات من المواطنين في مظاهرة ليلية للمطالبة بتوفير المياه والكهرباء التي أصبحت شبه معدومة، مما يعكس حالة من الغليان الشعبي تجاه الوضع المتردي في المدينة.
وأفادت الأنباء الواردة من مناطق النظام بأن الاحتجاجات بدأت مساء أمس، حيث أغلق المتظاهرون الساحة الرئيسية في جرمانا، واستخدموا الدراجات النارية لقطع الطرق الرئيسية في المدينة، هذه الاحتجاجات تعكس استياءً واسعاً بين السكان من تدهور الخدمات الأساسية التي أثرت بشكل مباشر على حياتهم اليومية.
في محاولة لاحتواء الوضع، زار محافظ ريف دمشق المدينة والتقى بالمحتجين للاستماع إلى مطالبهم، وقام بزيادة ساعات وصل الكهرباء في فترة التقنين كإجراء فوري لتهدئة الأوضاع. إلا أن هذه الخطوة لم تكن كافية لتهدئة غضب الأهالي، الذين تجمعوا بأعداد أكبر في الساحة العامة بعد زيارة المحافظ، مطالبين بحلول جذرية وشاملة لمشاكلهم.
وتشهد جميع مناطق النظام تردياً كبيراً في الخدمات الأساسية، حيث يعاني السكان من شح المياه وانقطاع الكهرباء بشكل متكرر، إذ تصل ساعات التقنين الكهربائي في اليوم الواحد إلى أكثر من خمس ساعات قطع مقابل ساعة وصل واحدة فقط، وغالباً ما تكون هذه الساعة مليئة بالأعطال والانقطاعات المتكررة، بالإضافة إلى ذلك، يعاني المواطنون من الغلاء المعيشي وارتفاع أسعار المحروقات، مما أثر بشكل كبير على المواصلات وزاد من الضغوط الاقتصادية على الأسر.
يرى مراقبون أن الضغط الشعبي المتزايد قد يؤدي إلى انفجار في أي لحظة، وسط تجاهل من قبل النظام باتخاذ إجراءات جذرية لتحسين الأوضاع المعيشية والخدمية في المنطقة. فالاحتجاجات في جرمانا قد تكون بداية لانتفاضات شعبية أكبر في مناطق أخرى، خاصةً في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بشكل عام.
وتسلط الاحتجاجات في جرمانا الضوء على الواقع المتردي الذي يعيشه سكان مناطق النظام في سوريا، حيث يعاني المواطنون من نقص حاد في الخدمات الأساسية وارتفاع تكاليف المعيشة، وسط مطالب المحتجين وتفاقم الأوضاع.