باتت ظاهرة القفز من أعلى جسر الرقة فوق نهر الفرات تشكل هاجساً كبيراً لدى الأهالي، الذين طالبوا بفرض عقوبات صارمة على من يقوم بهذه الحركات الخطيرة التي تهدد حياته وحياة الآخرين.
وبدأت هذه الظاهرة تثير جدلاً واسعاً بين السكان، مما دفع الأهالي والمسؤولين المحليين إلى المطالبة باتخاذ إجراءات صارمة لوقف هذه الممارسات الخطيرة.
وعبّر الأهالي عن قلقهم الشديد من هذه الظاهرة، مشيرين إلى أن بعض الشباب يُقدمون على حركات بهلوانية خطيرة أثناء القفز في مياه النهر، مما يُعرض حياتهم للخطر.
وحذّر كثير من الأهالي من مخاطر القفز من الجسر، مُشيرين إلى وقوع العديد من الحوادث المُميتة خلال السنوات الماضية.
وذكر أحد الأهالي حادثة مأساوية وقعت العام الماضي، حيث توفي شاب أثناء قفزه من الجسر أمام أنظار ابنه البالغ من العمر أربع سنوات، مما ترك أثراً نفسياً عميقاً على الطفل والمجتمع المحلي.
وفي ظل تزايد المخاوف، تعالت الأصوات المطالبة بفرض عقوبات رادعة على المخالفين. وتتضمن المقترحات فرض غرامات مالية باهظة، قد تصل إلى مليون ليرة سورية، بالإضافة إلى عقوبة السجن لمدة قد تصل إلى ستة أشهر.
كما طالب بعض السكان بتكثيف الدوريات الأمنية على الجسر، واقترحوا نشر أربعة عناصر أمنية على كل جانب من جوانب الجسر للعمل بنظام المناوبة، مما قد يساهم في منع هذه الممارسات الخطيرة.
وأكد خبراء الصحة والسلامة على خطورة القفز من ارتفاعات شاهقة، مشيرين إلى احتمالية حدوث إصابات خطيرة مثل الإصابة بالدوار أو التشنج العضلي أثناء السقوط، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.
ورأى بعض المراقبين أن هذه الظاهرة ناتجة عن “قلة الوعي والرغبة في الاستعراض”، داعين إلى ضرورة تكثيف حملات التوعية وتوفير بدائل آمنة للشباب لممارسة هواياتهم الرياضية.
واقترح البعض الآخر وضع لافتات تحذيرية تُوضح مخاطر القفز من الجسر والعقوبات المُقررة للمخالفين، مشيرين إلى أنه يجب توعية الشباب حول مخاطر هذه الظاهرة، وتشجيعهم على ممارسة أنشطة رياضية آمنة، حسب تعبيرهم.
وتعالت أصوات سكان المدينة للتأكيد على أن ظاهرة القفز من جسر الرقة تُشكل خطراً حقيقياً على حياة الشباب، معربين عن أملهم بأن تتخذ الجهات المُختصة الإجراءات اللازمة لوقف هذه الظاهرة وحماية أرواح الشباب من مخاطرها.
ومؤخراً، أكد أبناء المنطقة أن ازدياد حالات الغرق والحرائق في عموم شرق سوريا خلال فصل الصيف يفرض ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية عاجلة من قبل الجهات المعنية، تشمل: نشر التوعية بأخطار السباحة في الأماكن غير الآمنة من خلال حملات توعوية مكثفة تستهدف جميع فئات المجتمع، خاصةً الأطفال والشباب.
وتُحذر الجهات المختصة من أن الأسابيع القادمة قد تشهد المزيد من حالات الغرق، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وانتهاء امتحانات الشهادات العامة، حيث يزداد عدد الشبان الذين يتوجهون إلى النهر للسباحة.