تشهد مدينة الميادين في ريف دير الزور شرق سوريا أزمة اقتصادية خانقة، حيث يعاني سكانها من ظروف معيشية صعبة في ظل سيطرة الميليشيات الإيرانية على المنطقة.
وعبّر الأهالي عن استيائهم من الإهمال الذي تتعرض له المدينة ومتطلبات سكانها من قبل الجهات المسيطرة، وفق تعبيرهم.
ويشكو السكان في المدينة من الركود الاقتصادي الحاد، ارتفاع معدلات البطالة وندرة فرص العمل، غلاء الأسعار وارتفاع تكاليف المعيشة، صعوبة تأمين الاحتياجات الأساسية للأسر، إهمال البنية التحتية والخدمات، تدهور حالة الطرق والمرافق العامة، انقطاع متكرر للكهرباء والمياه، ونقص في الخدمات الصحية والتعليمية.
ولا تقتصر الشكاوى على تردي الواقع الخدمي والتهميش المتعمد من النظام السوري وجهاته الخدمية التابعة له بل تمتد إلى سوء إدارة المساعدات الإنسانية، إذ تتعالى أصوات السكان للشكوى من طريقة توزيع المساعدات عبر منظمة “الهلال الأحمر” التابعة للنظام، يضاف إلى ذلك الاتهامات بالمحسوبية والواسطة في توزيع المعونات.
وتحدث كثيرون من أبناء المدينة عن معاناتهم من الانتظار لساعات طويلة تحت أشعة الشمس لاستلام المساعدات، حسب تأكيدهم.
وقال الناشط عبد المنعم المنبجاوي أحد سكان المنطقة الشرقية لمنصة SY24، إن “الأهالي في مدينة الميادين الخاضعة لسيطرة النظام وميليشياته يعيشون في ظروف قاسية للغاية، فالأسعار ترتفع يوميًا، بينما فرص العمل شبه معدومة”.
وأشار إلى أن القاطنين في المدينة يشعرون وكأنهم متروكون لمصيرهم دون أي اهتمام من الجهات المحلية الخدمية والصحية والاقتصادية.
وأضاف “حتى المساعدات الإنسانية التي من المفترض أن تخفف من معاناتنا، يتم توزيعها بطريقة مهينة ومذلة، حيث يضطر المحتاجين للوقوف لساعات تحت الشمس الحارقة، وفي النهاية قد لا يحصلون على شيء بسبب المحسوبية”.
ويرى مراقبون أن الوضع في الميادين يعكس الأزمة الأوسع التي تعاني منها المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الموالية لإيران في سوريا، إذ أن غياب التنمية الحقيقية وسوء الإدارة يفاقمان من معاناة السكان المحليين.
وتشير التقارير إلى أن ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني وحكومة النظام السوري يركزان على تعزيز نفوذهما العسكري والسياسي في المنطقة، متجاهلين احتياجات السكان الأساسية والتنمية الاقتصادية.
الجدير بالذكر أن الأزمات المتتالية التي تعاني منها مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام أثقلت كاهل الأهالي ودفعت عدد كبير منهم إلى بيع ممتلكاتهم الشخصية والهرب خارج المدينة.
وأكد عدد كبير من سكان مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة النظام السوري، أن جميع الشكاوى التي يتقدمون بها من سوء الخدمات تذهب في مهب الريح، حسب تعبيرهم.
ويشتكي أهالي دير الزور من سوء الخدمات بشكل مستمر، حيث أن الكهرباء مقطوعة لفترات طويلة، بينما تصل المياه الصالحة للشرب إلى بعض الأحياء بشكل متقطع.