شكلت الضغوط اليومية من استمرار حالات النزوح والضائقة المادية المتواصلة وحالة القلق الدائم من انقطاع مصادر الدخل في شمال غربي سوريا إلى زيادة معدلات الانتحار منذ مطلع العام الحالي بنسبة قدرها فريق منسقو استجابة سوريا 14 بالمئة عن العام الماضي.
وكشف التقرير أن قرابة 43 محاولة انتحار سجلتها المنطقة خلال العام الحالي منها 24 حالة انتهت بالوفاة من بينهم ستة أطفال وعشرة نساء بينما فشلت 19 محاولة أخرى.
تعود معظم هذه الحالات حسب ما أكده تقرير الفريق الصادر يوم أمس إلى سوء الأحوال المادية للأهالي والنازحين والضغوط الكبيرة التي يتعرض لها المدنيون في المنطقة، والخوف من النزوح مجدداً وسط التهديدات المستمرة من قبل قوات النظام وروسيا إضافة إلى عجز النازحين عن العودة إلى مناطقهم وممتلكاتهم.
وشكلت جميع تلك التحديات دوافع قوية لانتشار ظاهرة الانتحار بين المدنيين، حيث أقدمت مؤخراً فتاة تبلغ من العمر 19 عاماً على إنهاء حياتها انتحاراً إثر تناولها حبة من غاز الفوسفين السام، في ريف حارم شمالي إدلب لأسباب مجهولة.
ولفتت تقرير مفصل لمنصة SY24 أن هذه الحالة الثانية خلال أسبوع واحد وقعت في مناطق الشمال السوري، حيث توفيت أيضاً شابة عشرينية من سكان مخيم بلال الواقع في بلدة كللي بريف إدلب قبل أيام انتحاراً بسبب مشاكل عائلية وضغوطات نفسية.
وأرجع خبراء في الشؤون الإنسانية أن حالات الانتحار في المناطق التي تشهد حرباً غالباً ما تكون نتيجة للتدهور الاقتصادي والاجتماعي الذي يعاني منه الأفراد، حيث أن الفقر المدقع وانعدام الأمل في تحسن الظروف يدفع الناس إلى حافة اليأس ما يؤكد الحاجة الملحة لتعزيز الدعم النفسي والاجتماعي للأهالي في هذه المناطق
يذكر أن الضغوط النفسية التي يعيشها الأفراد واستمرار انعدام الأمل في ظل واقع مؤلم شمال غرب سوريا، يتطلب استجابة إنسانية عاجلة وشاملة، لجميع نواحي الحياة وليس فقط مجرد مساعدات مؤقتة بل يحتاج الوضع إلى حلول مستدامة.