تفيد الأخبار الآتية من مدينة الحسكة شرق سوريا عن حالة من السخط والغضب تسود بين الأهالي، وذلك بسبب ما وصفوه بـ “تسلط تجار الأزمات” على توزيع المساعدات الإنسانية في المنطقة.
وأكد العديد من السكان أن منظمة الهلال الأحمر السوري التابعة للنظام، قد تخلت عن دورها الأساسي في توزيع السلال الغذائية على المحتاجين، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المدينة.
وأشار عدد من الأهالي إلى أن الهلال الأحمر ما زال موجوداً في المدينة، لكن توزيع المواد الغذائية أصبح حكراً على ما أسموهم بـ “تجار الأزمات”.
وأضافوا أن هذه المواد تُباع علناً على البسطات في الشوارع وفي الأسواق المحلية، في ظل غياب أي رقابة أو محاسبة.
وتساءل العديد من سكان الحسكة عن آخر مرة قام فيها الهلال الأحمر بتوزيع السلال الغذائية على المستفيدين في المدينة؟
وفي هذا السياق، سخر بعض المواطنين قائلين إن آخر عملية توزيع كانت منذ ست سنوات، متهكمين بأن السبب قد يكون “الغنى والثراء لشعب الحسكة”.
وأكد مصدر مطلع أن “القاصي والداني يعرف أن المواطنين في مدينة الحسكة لم يستفيدوا من السلال الغذائية، مع العلم أنها تأتي باسمهم”.
وزاد المصدر ذاته موضحاً أن المستفيد الحقيقي هو “فئة قليلة” من أصحاب النفوذ والعلاقات، حسب تعبيره.
وفي ظل هذه الأوضاع، اشتكى العديد من الأهالي من أن الحصول على المساعدات الإنسانية أصبح حكراً على “أصحاب الواسطات” فقط، مما يزيد من معاناة الفئات الأكثر احتياجاً في المجتمع.
وتأتي هذه الشكاوى في وقت تعاني فيه مدينة الحسكة، كغيرها من المناطق شرق سوريا، من أزمة اقتصادية خانقة وارتفاع في أسعار المواد الغذائية الأساسية.
ويطالب الأهالي الجهات المعنية بالتدخل العاجل لوضع حد لهذه الممارسات وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها الحقيقيين.
وتبقى قضية توزيع المساعدات الإنسانية في الحسكة مثار جدل واسع، وسط مطالبات شعبية بتفعيل دور المنظمات الإنسانية وتشديد الرقابة على عمليات التوزيع لضمان العدالة والشفافية، بحسب الأهالي.
يشار إلى أن سكان دير الزور شرق سوريا أيضاً، يواجهون أزمة إنسانية متفاقمة بسبب غياب المساعدات الإنسانية، خاصة من قبل الهلال الأحمر الذي توقف عن توزيعها قبل عدة أشهر دون سبب واضح.
ويؤثر غياب المساعدات بشكل كبير على حياة السكان، حيث يضطر الكثيرون منهم إلى الاعتماد على أنفسهم لتوفير احتياجاتهم الأساسية مما يزيد من الأعباء المالية عليهم.