في مدينة سلقين بشمال غربي إدلب، تجلس رمزية حداد، البالغة من العمر 19 عامًا، لساعات طويلة تنسج سلال القش بألوان وأشكال متعددة، حيث تبيع هذه السلال بأسعار رمزية لتساعد والدها المسن في إعالة إخوتها وتأمين حياة كريمة لعائلتها.
تحدي الصعاب بالحرف اليدوية
رمزية، التي تعلمت الحرف اليدوية منذ طفولتها، أتقنت على مر السنين مجموعة من المهارات، بما في ذلك صناعة المنتجات الصوفية والخياطة وصنع المنظفات، إلا أن سلال القصب تظل الحرفة التي اشتهرت بها، حيث تضيف إليها لمسات فنية بألوانها المتناسقة وأشكالها المتنوعة، مما يلقى إعجاب زبائنها.
دعم الأسرة وتوسيع الدائرة
تروي رمزية لمنصة SY24 أنها بدأت تعلم الحرف اليدوية منذ أكثر من عشر سنوات، وقد دفعتها الظروف الاقتصادية الصعبة والنزوح المستمر إلى تطوير مهاراتها لمساعدة عائلتها في تحقيق حياة كريمة.
انتشار ظاهرة عمالة الأطفال في سوريا خلال سنوات الحرب لم يكن غريبًا، حيث فقدت العديد من الأسر معيلها الأساسي واضطرت إلى النزوح والعيش في المخيمات، ما دفع الأطفال للعمل لمساعدة عائلاتهم.
لم تكتفِ رمزية بعملها الشخصي فقط، بل بدأت بتعليم والدتها وإخوتها المهنة نفسها، لتتمكن من تلبية طلبات الزبائن المتزايدة بسرعة أكبر، وقد اتفقت مع تاجر محلي يشتري منها القطع بأسعار محددة بناءً على حجم كل قطعة، مع تكفله بتوفير المواد الخام اللازمة.
آمال المستقبل
تختلف أسعار القطع التي تصنعها رمزية بحسب حجمها، فالقطع الصغيرة تُباع بـ20 ليرة تركية، بينما القطع الكبيرة تُباع بـ50 ليرة، حيث تستغرق القطعة الصغيرة يومين إلى ثلاثة أيام لإنهائها، أما القطعة الكبيرة فتحتاج إلى نحو 15 يومًا.
رمزية تأمل في تحسين أوضاعها المادية وفتح مشروع خاص بها في المستقبل، مما سيمكنها من مساعدة عائلتها وتحقيق مستقبل أفضل لهم.
من خلال إصرارها وعزيمتها، تجسد رمزية قصة شابة تحدت الظروف الصعبة، مستفيدةً من مهاراتها الحرفية لتصنع الأمل بيديها.