تتزايد التحذيرات الموجهة لسكان حي الصناعة في مدينة دير الزور شرق سوريا، من مغبة بيع ممتلكاتهم وعقاراتهم التجارية للميليشيات المدعومة من إيران.
وقد أثار هذا الأمر جدلاً واسعاً بين السكان المحليين، مع انقسام الآراء حول دوافع وتداعيات هذه الظاهرة.
وشهدت الفترة الأخيرة إقبالاً متزايداً من قبل الميليشيات الموالية لإيران على شراء المحال التجارية في حي الصناعة، وهو ما أثار مخاوف من محاولات تغيير ديموغرافي في المنطقة.
ولوحظ أن هذه الجماعات تقدم مبالغ مالية مغرية، تفوق الأسعار السائدة في السوق، مقابل الحصول على هذه العقارات، حسب أبناء المنطقة.
ويرى بعض المراقبين أن الوضع الاقتصادي المتردي الذي يعاني منه السكان المحليون قد يكون دافعاً رئيسياً وراء قبول بعضهم لهذه العروض، فالحاجة الملحة للسيولة النقدية في ظل الظروف الصعبة قد تدفع البعض للتخلي عن ممتلكاتهم مقابل مبالغ تبدو مغرية في الوقت الراهن، وفق تعبيرهم.
ومع ذلك، فإن هذه الممارسات قوبلت بانتقادات شديدة من قبل شريحة واسعة من السكان والناشطين، حيث يرى هؤلاء أن بيع العقارات للميليشيات الأجنبية يمثل تهديداً للنسيج الاجتماعي والهوية الوطنية للمنطقة.
وقد عبّر البعض عن مخاوفهم من أن يؤدي هذا الأمر إلى تغيير جذري في طبيعة الحي وتركيبته السكانية.
وفي سياق متصل، حذر عدد من الناشطين من عواقب هذه الممارسات على المدى البعيد، مشيرين إلى تجارب مماثلة في مناطق أخرى شهدت نزاعات.
وشبّه البعض الوضع بما حدث في فلسطين، محذرين من أن السكان قد يجدون أنفسهم في المستقبل يندمون على التفريط في ممتلكاتهم.
من جانب آخر، وصف بعض المُعلقين هذه الظاهرة بأنها شكل من أشكال “الاستعمار” أو “الاحتلال الاقتصادي”، مؤكدين على ضرورة التصدي لهذه المحاولات للحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية للمنطقة.
وفي ظل هذه التطورات، دعا عدد من الناشطين والمهتمين بالشأن المحلي إلى ضرورة توعية السكان بمخاطر بيع ممتلكاتهم، وإيجاد حلول بديلة لمساعدة المتضررين اقتصادياً دون اللجوء إلى خيارات قد تؤثر سلباً على مستقبل المنطقة.
الجدير ذكره، أن السكان في دير الزور الخاضعة لسيطرة النظام وميليشياته، يفتقرون إلى أي دعم يذكر من النظام وحكومته أو من المنظمات الإغاثية والإنسانية، سواء على صعيد المساعدات الغذائية أو توفير فرص العمل أو تحسين الوضع المعيشي.
وشهدت مدينة ديرالزور خلال السنوات الماضية، مواجهات دامية بين مختلف الميليشيات المسلحة التي تسيطر على المدينة، وذلك في محاولة من قادتها فرض سيطرتهم عليها بشكل كبير بهدف تحقيق مكاسب مادية كبيرة.